رحيل بسمة " شكري الرضوان "
وحشة غريبة في ليل الورى ...استشعرتها لأفيق بفاجعة ...صحوت بين أشلاء ممزقة...تحوي ذكريات كثيرة
ورقبت الضحكات ترحل بعيدا ...تمتطي براق المنية لشهيد لم يرتل سورة الوداع بعد...سابقت الآلام بدمع بات يصطاد الكثير من جروح الذكرى الأليمة....ليغذي بها قلبا تعنون بالأسى....رغم إيماني..حبي لمعشوقي ..الهي لكني لم أستطع أن أنظر ماء الفرات قد جف بين يدي نَفس نقي كذاك الذي عطرنا به عباسنا بكربلاء وقربة ألم ألقت بنفسها لتسقي مهج أيتام بات بريق الجرح تبوح به مقلهم المفجوعة..كلمات في داخلي محترقة لا تقدم من نفسها الا رماد حار لا يحكي الا بحزن خال من كل الحروف فالرثاء لا يكفي والعزاء لا يكفي..لم يبقى إلا بصيص نور في أمل تضمه أحضان الدعاء...
اشتعلت مشاعري لتملأ الأمكنة بصدري نيران عذاب مر يحكي تفاصيل رحيل مؤلم ...لا أكتب الشعر ولا أجيد بعد صناعة القوافي لكني كتبت من أرض الغربة بحرقة قلب متألم كلمات عدلها ونقحها لي أستاذي الكبير الشاعر سعيد الشبيب بدفء مشاعره بريشة ألم بين يديه... رساما أجهده السواد بلوحته الأخيرة ووجع ملأ أحداقه الدامعة حين أبصر الرتوش بها دماء لحبيب ...لكل أهله وأحبته ... لاسيما زوجي الفاقد المتألم مازن محمد مهدي إلى الفقيد الراحل شهيدنا الشاب ...المؤمن خادم العترة.....شكري الرضوان.
حزني لمبسمه يلوح بصبحنا
ما خلته يدمي العيون غيابا
حزني عليه خادما لحسينه
نال الشهادة طيبا وثوابا
أثملت أرواح الأحبة داميا
وفتحت للأحزان شكري البابا
وأثرت دمعا والحنين وحسرة
أبكيت يوم رحيلك الأحبابا
بدمي دويٌ قد يحاكي لوعة
في عين أطفال تذوق عذابا
رسموا بأحلام الأبوة دربهم
فغدا الحنان كما الطيوف سرابا
ذهبت زهور السوسنات كسوسن
لمتك من بين الجراح شبابا
أبكي بكل مشاعري لمصابه
قد زاد غربتنا هناك مصابا
وغدوت ألتحف التذكر مؤلماً
ثكلى وأحزاني تثور عبابا
وغدوت أستجدي التصبر عابرا
في الثكل ليلا أندب الأسبابا
يجتث أعماقي هناك تساؤل
أترى تعود ولن ترد جوابا
وقفتْ تفاصيل الحياة بباكم
ذكرى مريرة قبلتْ أعتابا
هذا وضوؤك قرآنٌ ومسبحة
يبكون نورك يا أخي مذْ غابا
وبحرقة تبكي خطاك خجولة
بالروح صيرتْ الدنا محرابا
تبكي المواكب صوتك الراثي بها
طبرتَ أعطيت الحسين جوابا