" شكري "
هربـتُ منْ أحرفٍ في اللــــيــل تـنعاهُ لكـنــنــي في سـطـورِ الـوجـــدِ ألـقـاهُ
كـــأنـــــهُ قــــدرٌ فـــي كـــل زاويــــــةٍ يــلـــــوحُ لـي صـامــــتـاً أوَّاهُ .. أواهُ
أراهُ فـي عــتـمـةٍ نـوراً يـبــــاغــتـني فـكيف لي لحـظة الإشـراق أنـــسـاهُ ؟
هـنــا تــوضـأ مــنْ دمـْــعــاتــهِ مـلـكٌ هـنـا تـــوشّــــَحَ بالــتــقـــوى مُـصـلاهُ
هـنا تبـسَّمَ ثـغـــرُ الـفـــجـر في ولــهٍ لـمـا أطـــــــلَّ عـــلــى فــجـر مُـــحـيـاهُ
هـنا الـنـســـــيـــمُ تـلـقـى رقـةً وشـذا حين انتهتْ من قنوتِ العـشـق كـفــاهُ
فـصـولهـُ تـنـسـج الـذكـرى بـنافـذتـي وتحرسُ الطيفَ في عـــيـنيَّ عــيــناهُ
شكري هو النهرُ يجري في مخـيلتي سبحانَ منْ في صدور الناس أجـــراهُ
شكري هو الحُلُمُ المنسوخُ سافرَ في غــيـم الأمـاني ولـونُ الصـبح ذكــراهُ
شكري الذي تصنعُ الأرواحَ نـكهـتـُهُ فــي مـوسمٍ يـحصدُ المـوتى ســجاياهُ
شكري هو الجرحُ أنـَّى جـئتُ ألـثـمهُ تـبـســمـتْ فـي دجـى لـيـلـي ثــنــايــاهُ
كمْ أدهشَ المـوتَ هـذا بابـتـسـامــتـهِ وشـــقَّ قـــــلـبـاً تـــرابـــيـاً لــــمـــولاهُ
يغفو على هـمـساـتِ اللـيل تـحـرسـهُ وإنْ أفـــــــــــاقَ بـــشاراتٌ هــــدايـــاهُ
ولحظة الـفـقـدِ راحــتْ في تـمـوجـها تــلقي بأحـضـان مـن يـبكي وصايـــاهُ
تأبطـَ الضـوءُ بــعــضاً من سكـيـنـتـهِ ورتــــلَ الــبــدرُ في الـمسرى مزايــاهُ
فغارت الشمسُ واستقصتْ محاسنهُ وخـلـدتْ فــي بروج الــنــور ذكــــــراهُ
شكري الذي تـركَ الأبـوابَ مـشرعةً للــــزائرينَ مــتى شــئــنا قــصـــدنـــاهُ
يحـتـالُ ينـفـكُ منْ ربْق الهـدوءِ على وقع الــخــطى حـــافـياتٍ نحو مـثــواهُ
كأنـني بـخـيـوط الشـمـس قـدْ غـزلـتْ بــيتاً من الــظــلِّ في أطـْراف مـــأواهُ
أوحى لـهـا الله ما أوحـى فــما هـدأتْ ولـــستُ أدري بما أوحـــى لــهـــا الله
لـكـنْ قــرأتُ لـدى الإشــراق قـافــيـة نصَّتْ بأنَّ قـــلـوب الـــناس تــهــــواهُ
لذا سـأزجي قصـيـدي الـيـوم قــافـلـة مــن الحــروفِ عروجاً حيث تلـــــقاهُ
مزقـتُ خـارطـةً تـفـضـي إلى هــربٍ عــنْ طـــيفهِ ولـــذا لا زلـــــــتُ أحياهُ