فضاءات القص في ملتقى ابن المقرب
أقام ملتقى ابن المقرب الأدبي بالدمام برنامجه الأدبي المميز «حلقة آراء الأدبية» مساء يوم الخميس 2021/2/25مفي أمسية افتراضية مباشرة حملت عنوان «فضاءات السرد»، وذلك بالتوافق مع اليوم العالمي للقصة.
قدّم وأدار الأمسية القاص الأستاذ طاهر الزارعي، مفتتحًا بمقدمة أدبية تبيّن موقع القص والسرد من الحياةوالنفس الإنسانية.
ثم جاء دور الورقة الرئيسية بعنوان «فضاءات القص» لضيفة الحلقة الأديبة الكاتبة الدكتورة مريم سعود بوبشيت، والتي تناولت في ورقتها مفهوم القص، وأساليبه وأدواته السردية، وعن قدم آلية السرد التي بدأت منذ رسوماتالكهوف ثم القص الشفاهي فالكتابي، وتجربة العرب مع القص والسرد، وكذلك حضور القص في القرآن الكريملأهميته البلاغية، وهو ما ينفي زعم تأثر العرب حديثًا بأسلوب القص والقصة القصيرة من أوروبا، مستشهدة بكلامالنقاد والمؤرخين في هذا المجال.
واسترسلت الدكتورة بوبشيت في الحديث عن فضاءات متنوعة في القص من تاريخ وتطور وتحول، وعرضتالخصائص العامة والتقنيات التي تميّز القص كجنس أدبي يتميز عن غيره من الأجناس الأدبية الأخرى.
ثم تحولت للحديث عن تاريخ القصة والرواية العربية والسعودية، وتعرضت بعدها لحضور المرأة في مجال الإبداعالسردي التي انتقلت معها القصة من المحلية إلى العالمية.
وختمت الدكتورة بوبشيت بالحديث عن دور القص في نقل القيم والتربية والتاريخ من جيل إلى جيل، ودوره فيتعديل السلوك، وهو ما يزيد من أهمية الالتفات لأدب الطفل.
بعدها جاءت المداخلات على هامش الورقة، والتي بدأها الأستاذ علي أحمد قاسم من اليمن، الذي أشاد كثيرًابالورقة، وأبدى ملاحظته حول غنى فترة الثمانينيات في تطور القصة وفتورها في الفترات اللاحقة، واقترح أنتكون ورقة الدكتورة قاعدة مشروع ببليوغرافيا للقصة السعودية.
المداخلة الثانية جاءت من القاص الأستاذ عبدالله الرستم، متسائلا عن مدى الرضا والانتشار الذي حققته القصةالسعودية والعربية، وعن تأسيس نقابة سعودية لكتاب القصة والرواية.
المداخلة الثالثة كانت للأستاذة أسماء بوخمسين التي تحدثت عن تحدي حضور أدب الطفل في عصر هيمنةالأجهزة الإليكترونية.
بعدها جاءت المداخلة الرابعة للأستاذة أحلام حادي، متحدثة عن دور القص التربوي وربطه بالأسلوب القرآني، مسجلة نقطة اعتراض على انحراف بعض القصص والروايات عن هذا الهدف النبيل في سبيل الوصول للعالمية أوالفوز بجوائز معينة تحمل معايير غير أخلاقية أحيانا.
مداخلة الناقد الدكتور عادل جاد من مصر جاءت خامسة، والذي عقب بالحديث عن جماليات السرد في تحولاتهالعالمية الحديثة، وتحدث كذلك عن مرور القص في أي منطقة بمراحل وموجات تتفاوت بين الضعف والقوة، وهوأمر يحتاج للدراسة والبحث.
بعدها داخل الأستاذ سعد ضيف الله مسجلاً ملاحظة على الورقة بأنها أغفلت ما طرأ على المشهد القصصيالعربي المتمثل في ظهور القصة القصيرة جدًا والومضة.
ثم داخل رئيس ملتقى ابن المقرب الأدبي الأستاذ الشاعر علي طاهر الذي تقدم بالشكر للمحاضرة والمقدموالمداخلين والمشاهدين، مشيدًا بأهمية الورقة، منوّهًا باهتمام الملتقى بالقص من خلال إصداره مجموعة قصصيةورواية، ومن خلال عقده للأمسيات والحلقات الأدبية حول القصة، كما اهتم الملتقى بأدب الطفل، والذي تمثلبجائزة ابن المقرب الأدبية في فرع أدب الطفل، ثم تساءل عن ضعف دور القصة الومضة والقصة القصيرة وحضورهما في العصر الحديث المتسم بالسرعة، في الوقت الذي نشهد الانتشار والحضور والتفاعل مع الروايةبشكل كبير رغم طولها وحجمها.
المداخلة الأخيرة كانت للقاصة الأستاذة أمينة الحسن، والتي تحدثت حول الهدف التربوي واللاتربوي للقصةوالسرد، وعن حيادية الإبداع القصصي عن هذا التصنيف، وذكاء القارئ ووعيه ما يجعله مدركًا ومميزًا بين الجيدوالسيء والرديء. النقطة الأخرى كانت فيما يخص الترجمة التي ما زالت جهودًا فردية لا مؤسسية، وكذلك عن كثرةترجمة الآداب الأجنبية للغة العربية وضعف ترجمة الأعمال العربية للغات الأخرى، الأمر الذي أثر على حضورالقصة والرواية العربية عالميًا.
وبعدها خُتمت الأمسية التي امتدت إلى حوالي الساعة والربع بعد أن أجابت الدكتورة مريم بوبشيت علىالمداخلات والأسئلة التي وردت بعد الورقة، وبعد أن قدّم مدير الأمسية شكره للجميع.