آخر 100 متر!
هاهو أخيرا بعد شهرين من بدء رحلته يقترب من الوصول إلى قمة إفرست، 100 متر تفصله عن تصفيق آلاف المتابعين له عبر الصور ومقاطع الفيديو التي يرسلها من جواله.
ولكن...
في هذه اللحظة سقط جواله وتحطم، ومعه تحطم حلمه، جلس مكانه ونسي القمة، ”أي فائدة أن أتربع على القمة دون أن أصوَر نفسي وأُري من يتابعني لأسمع تصفيقهم؟ لا فائدة“. هكذا حدّث نفسه وجلس.
مرَّت الساعات وهو على هذه الحال حتى رأى أحدهم يتسلق لوحده فتنفس الصعداء، سأله:
- هل لديك جوال؟
- لا.
- هل سقط منك كما سقط مني؟
- لا، لم أحمله أصلا.
- وكيف ستوثق نفسك عندما تصل؟!
- ولماذا أوثق نفسي؟
- لكي تُري الناس أنك وصلت.
- تصفيق الناس يحجب عني سماع تصفيقي لنفسي، نفسك فقط هي من ستبقى معك أما تصفيقهم فسيسقط كما سقط جوالك.
قال ذلك مختتما ”تسلقتُ لنفسي لا لأجل الناس“.
واصل سيره للقمة وصاحبنا يتأمل، نفضَ الثلج عن رأسه وتبع خطواته، شعر بأنها أجمل 100 متر يتسلقها، وعند وصوله القمة استمع ولأول مرة لتصفيق نفسه، لأول مرة يشعر بصوت سعادة ”حقيقي“.