الشعر يتجلّى في مجاز 2
استمرارًا لتقديمه كل جميل ومختلف، أقام ملتقى ابن المقرب الأدبي بالدمام بالتعاون المشترك مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي «إثراء» بالظهران أمسيةً شعرية بعنوان «مجاز التجلّي» مساء يوم الجمعة 14 يوليو 2023م.
الأمسية التي شهدت حضورًا لافتًا ومميزًا من شعراء وأدياء ومتذوقين للشعر والتي أقيمت في مكتبة إثراء، قدمها وأدارها الشاعر عبدالمجيد الموسوي.
وقد تناوب على المنصة ثلاثة شعراء تألقوا في نصوصهم اختيارًا وإلقاءً، وهم: الدكتور أحمد الحريشي من المغرب، وجمال الملا من عمان، وإبراهيم بوشفيع من السعودية.
النصوص التي تفاعل معها الجمهور كثيرا ظهر في ثناياها تجلّي الشعر على جبل المشاعر المختلفة، ولاذت فيها الكلمات بجبة العارف ورقصة الدرويش وصمت صلاة الروح.
فمن نص للدكتور الحريشي بعنوان: حبر الليل
مَا زِلْتَ تَرْتَجِلُ الدُّنْيَا وَتَخْتَلِقُ..
وَفِي رُؤَاكَ تَمَاهَى الْأُفْقُ وَالنَّفَقُ..
فَهَلْ عَلَى ”الطٌّورِ“ مِنْ رُؤْيَاكَ مُتَّسَعٌ
لِلتَّائِهِينَ؟!.. وَهَلْ نَارٌ فَتَأْتَلِقُ؟!
آنَسْتَ نَاراً.. فَلا تَنْبسْ بِحَضْرَتِهَا
وَاتْرُكْ لِأَلْسِنَةِ النِّيرَانِ مَا نَطَقُوا
كُنْ أَنْتَ نَفْسَكَ - شَمْساً - لَا تَكُنْ أَثَراً
لِلْعابِرِينَ وَلَا ظِلًّا لِمَنْ سَبَقُوا
وَسِرْ لِبَحْرِكَ فَوْقَ الْحِبْرِ مُرْتَجِياً
فِيهِ النَّجَاةَ.. وَلَا تَحْفَلْ بِمَنْ غَرِقُوا
**
مَا ضَمَّدَ الشِّعْرُ مَا ضَمَّ الشُّعُورُ أَنَا..
نَزْفُ الدَّوَاةِ الَّتِي مَا مَسَّهَا وَرَقُ
جُرْحٌ مِنْ المُطْلَقِ الُعُلْوِيِّ يُنِكِرُنِي
هَذا الْبَياضُ السَّوَادُ الْهَادِئُ الْقَلِقُ
تَفَرَّقَ الدَّمُ مَا بَيْنَ الْقَبَائِلِ بِي
وَفِي دِمَائِيَ أَيْضاً تَلْتَقِي الطُّرُقُ
ومن نص للشاعر جمال الملا بعنوان «النبي»:
أنسل من عتْمة المعنى أغيب سدى
خلعت نعليّ لا ظلا ولا جسدا!
أمشي على الماء.. هل في الماء من قبسٍ؟؟
لما بدوتُ اختفى.. لما اختفيت بدا!
يرتد صوت من النار التي اتقدت
يارب…يارب من فينا الذي اتقدا
أكان صوتكَ إذ ناديتني ولِهاً
أم كنتُ من صاح بي والنارُ محض صدى!
وكنت وحدي في الوادي أرى حجبا
تكشفت وأرى إذ لا أرى أحدا!
وقفتُ أحمل ميلادا وأسئلة
وحيرة شربت من خافقي أمدا
فمر بي عاشق حينا ولوح لي
ثم استدار لوجه الضوء وابتعدا
ومن نص للشاعر إبراهيم بوشفيع بعنوان رقصة عارف:
شفّ
حتى رأيتُني من خلالهْ
وتجلت عليه
«ُلامُ» جلالهْ
نازعًا جبة الوجود غيابًا
مستزيدًا من نقصه
لاكتماله
شهقةً
شهقة
تذوب خلاياه
على نار «حيَّ»..
شهقةَ واله
مستضيئا
بنار لوعته الكبرى
يمدُّ الشموس بعض اشتعاله
ويدوخ الدرويش
في رقصه الأ شهى
فيهدي السراةَ مشي رحاله
فيدٌ تمسكُ السماوات
كيلا تتهاوى النجوم
تحت نعاله
ويدٌ تنحني
لتنثر بالأرض بقايا
من فيضه
وغلاله
وخلال الجولتين التي أحياها الشعراء بمختلف النصوص الشعرية، أجاب الشعراء على بعض المحاور التي طرحها الأستاذ الموسوي عليهم تتعلق بالعلاقة الحميمة بين الشعر والتصوف والسينما وكذلك اللغة الحذرة في قصائد المدائح النبوية.
وفي ختام الأمسية قام رئيس الملتقى الأستاذ أحمد اللويم ومنسق البرامج الثقافية في إثراء الأستاذ معاذ الصقر بتكريم المشاركين.
وعلى هامش الأمسية، قام الملتقى باستضافة الشعراء في جلسة خاصة جمعتهم بأعضاء الملتقى وضيوفه، بسطوا فيها الحديث عن شؤون شتى تخص الشعر والتجارب الشعرية المختلفة، كما استمع الضيوف لنماذج شعرية من شعراء الملتقى وضيوفه.