إدلّع يا كايدهم
• يا ترى ما الذي يدفع بنار الغيرة أن تشتعل في صدور البعض ، عندما يصادفون أحداً ناجحاً في مجالٍ ما ؟
• وما الذي يحملهم على الكيد له ما استطاعوا لذلك سبيلا ؟
• وما ذا يضيرهم لو أنهم إعترفوا بكفاءته ، واستفادوا من معارفه ، وقدراته ، ومهاراته لتطوير شخصياتهم ، وتسديد جوانب القصور في إمكانياتهم ، بدلاً من صب جام حقدهم ؟
• ثم ماذا سيستفيدون من جرّاء ذلك السلوك الإرتجاجي ، غير تدمير نسيجهم العاطفي ، وتراكم تل من البغضاء على سطح نفسياتهم يحرمهم من الإستمتاع بالحياة ؟
إنني أتفهم جيداً طبيعة النفس البشرية ، وأدرك تماماً أبعاد دوافعها المختلفة ، وتركيبتها المختلطة ، إنما في الوقت ذاته أتعجب من هؤلاء الإصرار على المضي قُدماً في تكريس هذا الجانب السلبي في السلوك الإجتماعي ، والإجتهاد الذي لا يعرف السكون من أجل زعزعة النفوس الطموحة التي تشق طريقها نحو التميز والإبداع في هذا الجانب أو ذاك . دون التسبب في إيذاء أحد على الإطلاق .
أتمنى لو أنهم يدركون مدى الضرر الذي يصيبهم قبل سواهم نتيجة لحسدهم الضاري هذا ، فهم دون وعي منهم يسلِّمون إرادتهم لمن يقع فريسة لحسدهم ، لأنهم ببساطة سينشغلون بمراقبة نجاحاته وهم يتضورون جوعاً للنجاح ، بل ويتحطمون قهراً وحسرة لعجزهم عن ملاحقة الخطى المتسارعة للناجحين ، ويصرخون في صمت مميت كيف حاز( هذا ) على كل ذلك النجاح والتميز ؟ وبأي وسيلة سيطر على قلوب الآخرين ونال إعجابهم الذي يسبقه إحترامهم وتقديرهم ؟
أجل ان عداوة الحاسد لا يمكن لها ان تنتهي ، ولا يمكن ان تقف عند حد معين ، حتى لو عملت لإرضاء هذا الحاسد ومداراته ما عملت .. فلو حملت له القمر بيد .. والشمس بيد اخرى ، أو سكبت ماء البحر في عينيه .. فانه لن يرضيه إلا زوال ما حسدك من اجله وربما يستمر في حسده حتى زوال النعمة .. يا الله .. !!
العجب العُجاب أن ترى بعض الناس من المحسوبين على مجتمعاتهم يتقاطعون ويتدابرون ، ويتحاسدون دون سبب .. بل ان بعضهم يغتاب بعضا ليل نهار ً.. ويشتم البعض الآخر .. دون سبب ، فقط لحاجة في نفس يعقوب.. ومثل هذه النماذج القميئة في مجتمعنا لا يمكن قطع دابرها إلا بتجاهلها ، وعدم التفاعل معها في حسدها ، وموقفها الإجتماعي هذا تحت أي عنوان كان .
أما أنت يا من تعاني الأمرّين فلا تبتئس من حسدهم ، ولا تشغل بالك بما تلوكه ألسنتهم ( أليس الله بكاف عبده ) ، بلى يا رب العزة والجلال ، المهم أن لا تستجيب لحسدهم ، وأن لا تتفاعل مع أحقادهم . فقط : أصبر ، سامح ، ثابر، وإدلع يا كايدهم .
كل العداوات قد ترجو إزالتها إلاّ عداوة من عاداك عن حسدِ .