ماء بارد
الساعة الرابعة عصرا هو وقت عودته للمنزل الجو ملتهب الحرارة ، الشمس تنثر أشعتها المحرقة في كل مكان والجو خانق حتى السيارة كان كل ما فيها محرق .
انطلق بسيارته بسرعة وكأنه يريد أن يهرب من أعباء عمله لهذا اليوم فقد كان يوما مليء بالأعمال الشاقة ، طوال الطريق كان يتخيل لحظة وصوله للمنزل وانتظار زوجته له وكأس ماء بارد يروي عطشه وينسيه حرارة الجو ، أيضا يحتاج إلى حمام بارد لكي يرخي عضلات جسمه ويريح فكره من توتر وضغوطات العمل .
عشرون دقيقة هي الفترة التي يقطعها بين العمل والمنزل وكانت كافية لكي تذيب الشمس ما تبقى فيه من رمق ، لكنه أخيرا وصل فتح الباب ليسمع صرخات شجار أطفاله في حين استقبلته زوجته بقائمة تطول ولا تقصر من الشكاوى والطلبات .
" يجب أن تذاكر لابنك فغدا عنده امتحان ، نحتاج للذهاب للسوق فالمنزل تنقصه أشياء كثيرة ، التكييف عطلان ، غدا يجب أن تذهب للمدرسة فابنك الأصغر تشاجر اليوم وطلبوا ولي أمره ، أوه نسيت إن كنت تريد الغداء عليك تدبر أمرك بأي شيء من الثلاجة لأن النوم غلبني اليوم ولم أطبخ "
تبدد حلمه البسيط فلم يكن يريد سوى ماء بارد .