الكتابة وأهميتها
تعد الكتابة في أي زمان ومكان ضرورة، وهي كذلك في وقتنا الحاضر صارت للبعض منا نشاطاً كالرياضة وغيرها وهواية محببة، للكتابة أثر كبير على النفس، ولها من الأساليب والإتجاهات الواسعة، وفيها من اللغات المختلفة، هي عنوان لكل شيء، الكاتب يعكس من خلال ما يكتبه، الفرح والسعادة، التهاني والتبريكات، كما أنه يُشخص الحالات الطارئة ويخفف الحزن والألم عن الناس، تحتوي الكتابة على النصوص الدينية والأدبية والشعرية، وعلى المعرفة والفكر وجمع المعلومات، ثم بعد ترجمتها والتدقيق عليها، كتابتها نصاً وحرفاً، قراءة وسمعاً، وقد أرتقى العلم بالكتابة لتكون لمساً ومشاهدةً ونطقاً.
الكتابة أعزائي، وكما يعلم الجميع في تطور مستمر، من اليد إلى الألة ومن القلم إلى النظر وإلى ما هو أبعد، تشمل الكتابة المؤلفات والدواوين والمجلدات والكتب والقصص الكبيرة والصغيرة، وهي أساس العلم والعلوم والمعرفة وكل تقدم وحضارة، وهي كما ورد كالأكسجين لبعض البشر لا حياة من دونها، الكتابة ليست مجرد حبر على ورق، هي فكر وفن وذوق، الكتابة حق إنساني في الوجود، مثل الأكل والشرب، وسيلة من أرقى الوسائل وأثمنها، نكتب لنصبح أقويا، نكتب لنصنع الإنسان المعاصر، نكتب من أجل بناء العقيدة، وهي نهر تتدفق مياهه من رأس القلم، ومن يد كاتب مفكر مبدع، ينثر الورود حباً وعشقاً كما تخطه يداه ثقافة، علماً وفكراً وأدباً، وفي الكتابة كما هو في القراءة، تقوية للحفظ والذاكرة.
الكتابة عين نستبصر بها كل جميل، وما يخلج به القلب من فرح وسرور وما يشوبه للأسف الشديد من شقاء وكدر، ولا يكشف هم أو مرض طُبع - لا سمح الله - ألا من بعد كشطه بالقلم، والكتابة النقية، كالأشجار في مزرعة أرضها زكية، كل حرف منها ينمو ويعلوا ويجنى ثماره، فقهاً ونوراً وهداية، هذا ومتى صدق القلم.
الكتابة الجميلة لسان للكلمة الطيبة الحسنة، هي دواء لكل داء ومفتاح أمل لحاضر نعيشه ومستقبل نترقبه، وهي ساحة حرة لرد المظالم ودرء المفاسد، أي مظلمة كانت، وسيف صارم لتثبيت الحق ورد الإعتبار والكرامة، تحفظ بها الحقوق من النسيان والتاريخ والموروث من الضياع والدثور، وتزيد الحق متانةً ووضوحاً.
وعن أهتمام أهل البيت عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم، قد ورد عن الإمام الصادق ، القلب يتكل على الكتابة، أكتبوا فإنكم لا تحفظون حتى تكتبوا، أحتفظوا بكتبكم فإنكم سوف تحتاجون إليها، أكتب وبث علمك في أخوانك فإن مت فأورث كتبك بنيك فإنه يأتي على الناس زمان هرج لا يأنسون فيه ألا بكتبهم «الكافي 1/52».