التاروتي يصدر ” بيبليوجرافية ” الشيخ المرهون

الشيخ علي المرهون (1334-1431هـ) أحد العلماء القطيفية الذي كرس جل حياته لخدمة المذهب والمنطقة فقد كان أستاذاً لكثير من المشايخ الفضلاء ، وكان ناشراً للتراث والكتاب القطيفي بالنجف ومشجع القطيفيين على النشر .

كانت حياته بالنجف حافلة بالعلم بالعطاء فقد هاجر لها في سنة 1354هـ ومكث فيها إلى سنة 1360هـ ، ورجع لها مرة أخرى سنة 1374هـ واستمر فيها إلى سنة 1420هـ.

والشيخ علي لها العديد من المؤلفات المطبوعة والذي طبع بعضها عدة طبعات من أمثال كتاب "أعمال الحرمين" وله مؤلفات ما زالت مخطوطة، ولها مقدمات وتقاريض على العديد من الكتب، كما أنه اهتم واشرف على العديد من الكتب القطيفية.

وكل هذا في فترة بداية السبعينات من القرن الرابع عشر الهجري، فيذكر الشيخ المرهون في مقدمة كتاب "بشرى المذنبين وإنذار الصديق" للشيخ ناصر الجارودي المطبوع سنة 1375هـ  أن ما صدر خلال سنتين 1373هـ وَ 1374هـ بلغ (20) مؤلفاً وهذا العدد بالنسبة لتلك الفترة كبيرة، ومع التتبع للأستاذ التاروتي لتلك السنتين يظهر معه أكبر من ذلك إذا يسجل (24) كتاباً قطيفياً، حيث كان الاهتمام بالكتاب القطيفي داخلياً وخارجياً يكاد يكون معدوم، فقد سبقه بعض علماء وأعلام القطيف في النشر العراقي من أمثال الشيخ حسن علي البدر، سلمان الصفواني، محمد حسن النمر، وجميعهم كان ينشرون مؤلفاتهم.

وهذا الكتاب "الشيخ علي سردٌ بيبليوجرافي" للأستاذ عبد الإله التاروتي هي أول دراسة بيبليوجرافية مستقلة عن شخصية رائدة على مستوى المنتج الثقافي، صدرت طبعته الأولى في الأيام الأولى من وفاة الشيخ 1431هـ  فقد كان المؤلف محصوراً في وقت قصيرة جداً لإنجازها.
وبعد مرور ستة أشهر من طباعة الطبعة الأولى يعاود بطباعته بمنهجية مغايرة للعمل السابق، وإضافات كبيرة وجوهرية مما أعطى الكتاب شمولية في موضوع الدراسة.  فجاء الكتاب في (94ص).

ويذكر المؤلف أن من أهداف دراسته عدم وجود بيبليوجرافي شاملة لأعمال الشيخ المرهون، وعلى ذلك تكون هذه الدراسة رصد وتوثيق لمسيرة الشيخ في نطاق مشروع الكتاب القطيفي طباعة ونشراً، ومن أهدافه أيضاً المساهمة نحو تأسيس أوعية معلوماتية لرفد الساحة الثقافية المحلية والمهتمين بإجراء الدراسات والبحوث المعينة لهم في توفير مادة بحثية، وكذلك المكتبات ومراكز المعلومات.

ومما شجع الباحث لعمل هذه الدراسة لكون الشيخ علي صاحب الريادة لحركة النشر القطيفي العراقي، ولعدم وجود دراسة بببليوجرافية مستقلة للشيخ المرهون شجع الباحث في إصداره هذه الدراسة ولتكن اللبنة الأولى في ذلك من الدراسات القادمة. وردً ووفاءً لهذا الرجل الجليل.
 
وهذه الدراسة تعتبر رائدة في الإصدار القطيفي،  ودعوةً من المؤلف للباحثين والمهتمين لرصد ودراسة وأرشفة مؤلفات الأعلام القطيفيين.

فقام المؤلف مشكوراً بجهد كبير  في كتابه بتوثيق كل ما يخص الشيخ علي فقد كانت مصادره كثيرة ومتنوعة أعتمد على الكتب المخطوطة، والمطبوعة وكتب التراجم والسير والكتب البيبليوجرافية والمجلات والدوريات، وجاءت الدراسة لتسجيل:

1) حصر وتوثيق آثار الشيخ المرهون المخطوطة، والمطبوعة.
2) توثيق المصادر المهمة والمفيدة للدراسة من كتب التراجم والسير، والمعاجم، والمجلات والدوريات والجرائد.
3) تسجيل وتوثيق الكتب التي اهتم الشيخ بنشرها وطباعتها.
4) تسجيل وتوثيق الكتب التي وردت فيها للشيخ مقدمات أو مشاركات أو تقاريض وما أشبه.
5) تسجيل وتوثيق مقدمات كتب الشيخ المرهون التي كتبت من قبل غيره.
6) تسجيل وتوثيق المطابع التي تعامل معها الشيخ في الطباعة والنشر.
7) توثيق ما صدرته المطابع النجفية في السنتين 1373هـ و 1374هـ وهذا بحده كان توثيقاً وتتبعاً رائعاً.