سطحية ولا يقبلها العقل
عام 1425ه بدأ تطبيق قرار مجلس الوزراء في الفحص الطبي قبل الزواج هذا القرار برأي ناجح جدا .. ومهم قبل عقد الزواج لتقليل من نسبة إصابة المواطنين من الأمراض الوراثية .. وجميعنا يعلم معاناة المرضى المصابين بهذه الأمراض .. وكما أن المملكة تدفع المبالغ الكبيرة لعالج المرضى .
يشمل الفحص قبل الزواج الأمراض الدم الوراثية الأكثر انتشاراً بالمملكة و هي مرض الانيميا المنجلية و الثلاسيميا فقط.
1-الفحص الكشفي عن مرض فقر الدم المنجلي (SICKLE CELL SCREENING) .
2-رحلان الهيموجلوبين (لكشف إعتلالات الهيموغلوبين مثل الثلاميا وفر الدم المنجلي وأمراض صبغت الدم والاخرى ) .
3- الفحص الكشفي لاختلال سلاسل صبغة الهيموغلوبين (الثلاسيميا) عن طرق التحليل لعناصر الكبد وتقدير نسبة صبغة الهيموغلوبين A2&F .
ولكن هنا لا أود أن أسلط الضوء على مدى خطورة الأمراض الوراثية .. بل أريد أن أضع بين يديك أيها القارئ الكريم .. عن مشكلة أراها في المجتمع قد تكون متخفية و غير ظاهره لما للموضوع من خصوصية وسرية لبعض الأهالي .. ولكن ما يؤسفني كثيرا بعد هذا القرار الصائب للتغلب أو للتقليل من الأمراض الوراثية والمنتشرة كثيرا وخصوصا في مجتمع القطيف ، مر علي عدة أشخاص تزوجوا بالرغم أن كلا من الشخصين مصابين بالمرض الوراثي .. ونتيجة التحاليل كانت غير متوافقة . مما يؤدي إلى إنجاب أطفال حاملين للمرض الوراثي الذي مصاب به كلاً من والديه .
هنا السؤال من المسئول عن مثل هذه الزيجات .. و الأطفال المصابين للمرض ؟؟
أليس يفترض أن يكون الشاب والشابة المقبلين على الزواج على درجة كافية من الوعي لخطورة المرض , كما أنهم عاشوا تجربة المعاناة مع المرض .. أكثر ما أحزنني من هكذا قصص فتاة تقدم لخطبتها ابن خالتها فوافقت، وبعد إجراء التحاليل ظهرت النتائج بغير التوافق .. جميع أفراد عائلتهم نصحهم بالتراجع عن الزواج وعندما سألتها أنا شخصيا عن سبب موافقتها بالرغم أنها تعلم بخطورة الوضع ..إجابتها كانت عاطفية ولم تفكر بعقلها بل فكرت فقط بمشاعر قلبها لأنها تحب ابن خالتها منذ الصغر ..
هذه قصة واحدة مما مر علي منذ أن تم تطبيق القرار إلى يومنا هذا وأعتقد أن هناك نسبة لا بأس بها في المجتمع . المحزن عندما تكون أسباب الموافقة سطحية ولا يقبلها العقل مع احترامي للجميع .