رسالة أبوية إلى ابنتي النبيلة

يا زهرة قلبي، وبهجة عمري، يا من كنتِ في صغرك تملئين البيت ضحكًا وفيض حياة، وها أنتِ اليوم على عتبات مسؤولياتك الكبرى، تزهرين علمًا، وضياءً، وحنانًا يمتد لغيرك.

أكتب إليكِ هذه الكلمات وأنا أحمل في قلبي دعاءً لا ينقطع: أن يسعدكِ الله في دنياكِ وآخرتك، وأن تكوني ممن جعلهم الله نورًا ورحمة لمن حولهم.

وصايا أبٍ.. أحبكِ حدّ الدعاء

يا ابنتي، الحياة ليست فقط درجات وتفوقًا ونجاحًا مهنيًا، بل هي قبل ذلك وبعده: قيم وعطاء وحب صادق ونية طيبة.

• كوني عفيفة في نظرتكِ، في فكركِ، في لُبسكِ، في كل تفاصيلك.

العفة ليست مجرد مظهر، بل هي شرف داخلي، وكبرياء أنثى كريمة لا تساوم على نقائها. لا يغرك ضوضاء العالم تنسيكِ أن النقاء هو زينتكِ الحقيقية.

• أخلصي في عملك، وكوني فيه روحًا لا آلة.

لا تعملي لتُمدحي وتُشكري فقط، بل ليكون لكِ أثر.. كل مريضٍ تُعالجينه، كل طفلٍ تطمئنين عليه، كل كلمة تواسين بها أحدهم، اجعليها صدقة تُرفع لكِ في السماء.

• اجعلي العمل الإنساني في حياتك هو القمة.

لا أجمل من قلب يعطي من دون أن ينتظر المقابل. شاركي الناس همومهم، واسندي من حولك، فالله لا يضيع من يزرع الرحمة.

• زوجكِ وأولادكِ.. مسؤوليتكِ التي لا يعوّضك فيها أحد.

حافظي على بيتك كأنك تبنين وطنًا، احترمي زوجك، وامنحي أولادك حنانًا لا ينسى. فنجاحاتك المهنية تبهر الناس، ولكن نجاحك الأسري يُبهج السماء.

تأملي.. وتذكري

في حياة السيدة مريم العفيفة درس لا يُنسى: كيف تكونين نقية، قوية، مستقلة، ومتواضعة في آنٍ معًا. حين جاءها الابتلاء، لم تحتج لأحد، كانت على يقين أن ”ربها معها“، فجاءها الفرج من حيث لا تحتسب.

وأنتِ كذلك، حين تتعسر الدروب، لا تلجئي إلا لله، فبيده الفرج وباسمه تهدأ القلوب.

وفي الختام يا فلذة كبدي…

كل ما أريده أن تظلي أنتِ، بقلبك النقي، وعقلك النيّر، وروحك الرحيمة، امرأة تعيش بقيمها، لا تتغير حسب الموجة، ولا تساوم على مبادئها.

كوني مشعّة كما عهدتكِ، وارفعي رأسنا بحياتك لا بألقابك، وبأثرك لا بمظهرك.

واسجدي لله كثيرًا، فإن السجود يجعل القلب أثقل من كل همّ، وأخف من كل وجع.

أحبكِ يا نجمتي.

تذكري يا ابنتي: كلما أشرقتِ، أشرقتُ بكِ.

والدك المحب دومًا،

أ. زكي الشعلة