أخي… يا حبيب القلب ورفيق الدرب
في زوايا القلب مساحات لا يملأها أحد، مساحات خُصصت منذ الطفولة لأخٍ شاركنا الحكايات، والنوم على نفس السرير، والمشاكسات الطفولية، والضحكات العفوية التي لا تتكرر. هو الأخ رفيق الروح قبل أن يكون شريك الدم.
حين يطول الفراق بين الإخوة، لا يكون البُعد مجرد مسافة، بل يترك فراغًا عاطفيًا لا تملؤه الأيام، ولا يعوّضه أي صديق.
أكتب إليك يا أخي… لا لأعاتبك، بل لأقول لك إن قلبي يشتاق لك ولسماع صوتك، ولضحكتك ولكلماتك البسيطة التي كانت كفيلة بأن تبدد تعب الأيام. في زمن ازدادت فيه مشاغل الحياة، وتكاثفت الضغوط، أصبحنا نؤجل اللقاء، ونؤخر السؤال، ونخجل من التعبير عن محبتنا. لكنني اليوم أقولها صريحة:
أحبك يا أخي، وأفتقدك أكثر مما تتخيل.
الأخ... هو ذاك الظل الذي تستند عليه حين تميل الحياة، هو الظهر الذي لا ينكسر،
هو من تسرّ له سرك دون خوف، ويشعر بفرحك حتى لو لم تبتسم.
هو من لا يحتاج إلى إذن ليكون في صفّك، لأنه ببساطة... هناك دائمًا.
”الأخُ عمادُ القلب، وسندُ الظهر، وهوَ وطنُك إذا تفرقت بكَ الأوطان.“
وما أقسى أن يعيش الأخوة غرباء، تحاصرهم الحياة وتبعدهم الظروف، ثم يسكن بينهم الجفاف العاطفي، فلا مكالمة، ولا لقاء، ولا حتى رسالة تُعيد وصل القلب بالقلب. كأنهم نسوا أن الأخ لا يُعوَّض، وأن لحظة حزن أو فرح لا تكتمل إلا به.
عتاب من قلبٍ مُحب:
ما الذي شغلنا إلى هذا الحد؟
هل أصبح السؤال ثقيلًا؟
هل صارت المشاعر تُختصر في الرموز؟
وهل صرنا نؤجل اللقاء حتى نفقده؟
لا ثم لا وألف لا، ما هكذا تكون الأخوة...
الأخ نعمة، بل كنز، وإن لم ننتبه، قد نضيّعه من بين أيدينا ونحن نظن أن العمر طويل.
من القلب... وصايا لحياة لا تعوض:
• لا تؤجل مكالمة أخيك، فلعلها تفرح قلبًا منهكًا دون أن تدري.
• لا تبخل بكلمة ”أحبك“ لأخيك، فربما ينتظرها بشوق ولا يظهر.
• اجعل من نجاحه فرحًا لك، ومن همّه مسؤولية تشاركها، لا عبئًا يفرّق بينكما.
• تذكّر دائمًا أن ظهرَك الحقيقي في الحياة... أخوك، لا غيره.
دعاء من قلب الأخ لأخيه:
اللهم احفظ لي أخي، وبارك في عمره، وسهّل دربه، ووفّقه في كل مساعيه.
اللهم اجعل قلبي له وطنًا، ودعائي له سَندًا، وحبّي له شفاءً من كل تعب.
اللهم لا تجعل للجفاء طريقًا بيننا، وارزقنا لقاءً قريبًا يشبه دفء الطفولة، وعطر الذكريات.
كلمة ملهمة لأخي:
”ابقَ بخير لأجلي، فأنا لا أحتمل الحياة دونك، ولا أنجح إلا بك.“
مع خالص المحبة والامتنان،