أم الحمام تخاطب الفقيدين الشهيدين
اقرأ للكاتب أيضاً
اقرأ أيضاً
أم الحمام تخاطب الفقيدين الشهيدين
فاضل الشبيب و عبد الله فتيل
للشمعتين أضيء اليوم قافيتي والشعر يغدو هباءً كلما سطعت صبراً فلا الجزع المحمومُ ينفعني هذا الظلامُ غشاني فجر يومهما فالقلبُ لازال رهن الجرح متكئاً فيا زمان التآخي ما عسى اقترفا حيث استحقا مماتاً هكذا فجعتْ ما عهْدنا أنْ يخوض الجار في دمنا لكنه الطيش أدمى كلَّ جارحةٍ أمُ الحمام أنا ما كنتُ شاهرة يا فاضلٌ آهُ عبد الله ما لكما ؟ سجرتما فيَّ نهر الشوق أمكما لي فيكما الأملُ المنشودُ تحرسكم نعشاكما طافت الأرجاءُ حولهما من المعزى ؟ ففي الساحات صورتكم يا ابن الفتيل وهذا الحزن يفتك بي يا ابن الشبيب هنا التأبين داهمني أسيرُ دونكما تشكو الخطى ألماً معالمي طمستها أدمع ذرفت الكربُ أمطرني من كل ناحيةٍ سفينتي عاقها موج وأغرقها نذرٌ عليَّ لئن عدتمْ لأهلكما أم الحمام أنا لا زلتُ ثاكلة |
فمن دمائهما خضبتُ روحاهما مثل عين الشمس في جهتي ولا البكاءُ يعيد النور ناحيتي وقطع الخبرُ المشئوم أوردتي على الضلوع بنبض هزَّ عاطفتي في ليلة النصف كيْ تُذكي محاربتي ؟ له القطيفُ وضجت منه مملكتي يرمي بنا في متاهاتٍ من العنتِ مني ومبضعه قد شقَّ أنسجتي في الكف سيفاً ولحن السلم في شفتي أسرجتما الليلَ حزناً عند نافذتي أنا " الرفيعة " قد ضيعتُ بوصلتي عيناي والطيف يسري في مخيلتي بالنوح لما استقرا وسْط ذاكرتي تذيبني ولذا نكستُ ألويتي لما رحلتَ وبان النقص في جهتي لما مضيتَ وقد حيرت قافلتي فقدتُ بعدكما ابنيَّ خارطتي وزلزلت ليلة التشييع منطقتي تناثرتْ في دروب الفقد أمتعتي بحر الهموم وهز الحزنُ أشرعتي لأصنعنَّ من الآلام أضحيتي والجرحُ ينزفُ للزوار أسئلتي | ناصيتي