على نزفهم..رقصت
منذ السنوات الأولى في طفولته المبكرة أدرك أن شيئًاً مختلفاً يجذبه نحوها.
لم يع وقتذاك أن قلبه يخفق بحبها،لكنه مع مرور السنوات ونضج عقليته أدرك مدى شغف بها.فباتت الجوهرة التي يتطلع إلى اقتنائها.
في المقابل كانت الفتاة البديعة الحسن مطمع المقربين،ولعل الزهو داخلها وتغلغل في أعماقها وهي تنعم بتنافس الطامحين إلى كسب ودها،فأباحت لنفسها التلاعب بمشاعرهم كي تنعم بنشوة التميز.
فنجدها تعلن أن فؤادها يهوى منيراً وفي أيام أخر تفصح عن تسلل عمار إلى شغافه، وهذا الأخير قيد سعادته بها كونه لا يود الارتباط بها شريكة لحياته.
وحين أثيرت الزوبعة المحملة بتهم جرحت كبرياءه،واتبعت برفض صريح منها له،عند ذاك تغيرت وجهته ظاهرياً، أقواله وحدها تنطوي على عدم استحسانه لها بينما أحاسيسه تنبىء عن غير ذلك فمازال الأحاسيس العذبة كامنة في دواخله.
ومع تأزم أوضاعها بات الأمر يحمل في طياته احتمالاً بضياع الحياة الزوجية وتكوين أسرة لأحديهما أوكليهما.
فكم من شاب طيب يحمل من المؤهلات ما تسوغ له الحصول على قبول أي بنت يخطبها قوبل طلبه بالرفض.وتزايدت الأعداد ومعه تفاقمت حدة الدهشة،بالأمس ترفضين من أعلن عن ولعه بك واليوم تأملين أن يتقدم لك ولأجله نحيت كل من بادر إلى الاقتران!
هو كابد جراحات رفضها وتضخمت مستويات مكابرته بأنه لن يقترن بها ولو ظل طيلة عمره دون زواج.
وانبعث الخبر الصاعقة المتمثل في قرارها الذي أدخل البهجة في صدور البعض،وفي بينما ألقى بظلاله الحزينة مخلفاً الحسرة لدى من كانوا يمنون النفس بأمر آخر.
وما برحت التساؤلات تطرح :
ما سر موافقتها المفاجئة؟
هل استشعرت أن لا بصيص أمل تلوح في الأفق لبادرة من عمار بتغيير نظرته لها وصفحه عنها؟
أم هو عقاب له تبرهن من خلاله على قدرتها العيش بعيداً عنه بعد أن لمست تعاليه عليها
وإزدراءه لها؟
وأين هم ولاة أمرها من قبولها بشخص رغم عشقها لآخر؟
لن نتمادى في التساؤلات فالحسرة موجعة وفك الطلاسم لا جدوى منها
أختارت دربها متجاهلة مشاعر يصعب طي صفحتها وحبيباً قد تسود الدنيا في عينيه
جراء تعنتها وهلاميتها.
وهو بات حتمياً عليه أن يبحث عن حياة أخرى تخلو من الخداع والطعن في الظهر