السيد النمر حول الاصلاحات : من الحكمة الاستعجال
اقرأ أيضاً
وفي سياق حديثه عن التحولات التي يمر بها العالم والحياة الاجتماعية والتغيرات التي تحدث على مستوى العام نوّه سماحته إلى أهمية مواكبتها حيث « ليس بالضرورة ما كان صالحاً قبل سنين ، يصبح أو لا يزال ساري المفعول في هذا السنين». ومن جانب آخر أشار سماحته إلى أن التغيرات ليست محدودة بجهة من الجهات بل إنها « قد تُصاب الحكومات والمؤسسات الكبيرة بالترهل بالشيخوخة» ملفتاً إلى أهمية الاستفادة من مقدرات شريحة الشباب وأن التحول الحاصل « يفرض علينا أن نضع هذه الشريحة حيث يجب أن توضع».
كما حذّر سماحته من التأخير في عملية الاندماج مع الواقع المتغير لأن« من الحكمة الاستعجال» في مواجهة ما يمر بمجتمعنا من أزمة ، منتقداً تأخير ذلك تحت أي ذريعة كما يبرر البعض ذلك والتذرع بحجة « ظروفنا غير» داعياًً في ذات الوقت عدم الأخذ بذلك بقوله «لا ينبغي لأهل العقل والحكمة وأهل المسؤولية والصغار والكبار أن يصموا آذانهم ولا يسمعوا».
كما وصف سماحته بعضَ المسؤولين الذين ممن لا يملكون تلك القواعد بـ « بطانة السوء ومستشارين السوء» لأنهم يحجبون الحقائق والنصح عن أصحاب القرار محذراً بقائهم كقنوات تواصل لأن«هؤلاء يخونون ويغشون هؤلاء لا يقدمون النصيحة لأصحاب القرار».
وفي إشارة ضمنية للشيخ القرضاوي ،استنكر سماحة السيد من استغلال بعض الشخصيات«مقام الفتوى والحكم على الناس» من أجل إثارة الإشكالات والبلبلة واصفاً ذلك بـ «الوسائل الرخيصة» بالخصوص إذا تعلقت الأمور «مسألة المجتمعات الكبيرة والأوطان والأمة والأمم» معتبراً سماحته أن من يقوم بمثل تلك الأفعال إنما «يثير الفتنة الطائفية» واصفاً هذه التصرفات غير المسؤولة بأنه « شيطنة».
ودعا سماحة الجميع إلى الابتعاد عما يثير مثل هذه الأمور قائلاً «نحن الشيعة وإخواننا السنة أبناء مجتمع واحد أبناء مدينة واحدة أبناء وطن واحد ومصالحنا مشتركة ، شئنا أم أبينا» محذراً من الانجرار وراء هذا النهج في مواجهة الأزمات.
وفيما يتعلق بالقرار الملكي بإنشاء هيئة لمكافحة الفساد ، اشترط سماحته لأداء مهمتها أن تكون« شفافة بين الناس» معتبرا أن هذا الكلام يأتي من المبدأ الإسلامي بقوله «الذي يريد من المواطنين ألا يتفوهوا بشيء ولا يتكلموا بشيء ، ليس من الناصحين لهذا الوطن».
كما قدم سماحته النصيحة بعدم الاستجابة إلى « الاستفزازات المذهبية» التي يمكن ان يتعرض لها من يعملون في «مناطق مختلطة».
جاء ذلك في حديثه يوم الجمعة 25 ربيع الثاني1432هـ.