البطاطا وحقوق الآدميين
(1)
لكل فرد يعيش على وجه الكرة الأرضية -وبالخصوص في بلادنا العربية الضامنة للحريات الفردية والعامة- الحق المطلق في أكل البطاطس! جدير بالذكر أن الأنظمة الدولية تكفل له الحرية في أن يُطلق عليها التسمية التي يُحبُّ من قبيل: البطاطا، أو البيتيرس، أو الآلو، أو أي اسم آخر يختاره بحرية، سواءً كانت حلوة أو عادية.
وتكفل له الأنظمة أيضًا أن يأكلها: مقلية، أو مسلوقة، أو مشوية، أو مهروسة، وله أن يجعلها محشيّة بالجبنة مثلاً، أو بما يشاء من الأنظمة/أقصد الأطعمة.
وللمواطن الحرية إن رغِب في دهن البطاطس بالزبدة، وبمقدوره أن يضع الكمية التي يرغب من البهارات والملح، أما بخصوص الفلفل فله أن يضع أكبر كمية ممكنة، وتحيا الدساتير التي تهتم بالبطون والإنسان معًا.
(2)
وباعتبارك مواطنًا صالحًا تُحبُّ أكل البطاطا، فلك أن تُعَبِّر عن وجهة نظرك في أي موضوع يرتبط بحياتك الشخصية! فلن تجد أي ممانعة حين تتحدث عن آلية الدخل التي تعتمدها في أسرتك، فعن أي طريق اكتسبت أموالك، وكيف أنفقتها، وهل ادخرت منها شيئًا لأحفادك أم لا؟ تحدّث، فحريتك مكفولة!
كما أن لك الخيار بأن تُدلي بحديث صحافي عن علاقتك بالجيران والأصدقاء وكبار المسؤولين أيضًا، ولك أن تشرشح من شئت منهم، فلا يوجد -أعزكم الله- كبير إلا البعير!
ولك أيضًا -إن شئت- أن تنهي حياتك بطلقة نارية رحيمة واحدة؛ لتحافظ بذلك على ممتلكات الوطن، بعيدًا عن الإسراف والتبذير، ولتُسهم بصنيعك الواعي هذا بتوفير بقية الرصاص، ليستفيد منه بقية المواطنين التواقون لمعانقة الحور العين في عالم الجنان.
الحرية في عالم مليء بالبطاطس لا تنتهي، فلك أن تغني أنشودة البطاطس بثوبها الجديد:
"طين طماطس طس
يابو الخنافس
حطّ بلاطة على بلاطة
وكل بطاطس بالشوكلاتة"!
فهل تجد حرية محشوة بنكهة البطاطا كهذه، في كل حياة الآدميين؟