سفر الخروج من شرنقة العرف
البدايات مشتركة هذه المرة ... وتحت ألوية الوحدة العفوية حيث المطالب الحقوقية المشتركة التي تطالب بها سيدات المجتمع ... الجميع يقف على أرضية واحدة وبصلابة ... ومواجهة حقيقية بكم هائل من الإصرار للوصول للغاية..هذه المرة لم تكن المطالب ذات طابع مناطقي ولا مذهبي ولا تتذيل جلباب رجل لتحقيقها ...
كل ماهنالك هو إثبات حقيقي على نجاح الوعي في إيصال الفكرة المراد إبرازها وهي وحدة الصف النسائي الاجتماعي في الرياض وحائل والخبر والقطيف وجدة كانت الخطى ثابتة والشاشات الضوئية تنزف هذا المزيج الرائع الذي عبق في أرجاء البلاد...
ليست قيادة السيارة هي الشغل الشاغل ولكنها جزء من الخيارات والحقوق كما كان كشف الوجه جزء من خيارات المرأة حتى برز كحرية شخصية...المهم هو النسيج الجميل الذي تشكل من خلال الالتفاف حول المطالب ، هذه الوحدة الجميلة تجعل النساء يتباهين أمام شركائهم الذكور بكسر حاجز المناطقية والانتماءات ...الذي لم يتم كسره بعد من جهتهم ..!!
ومن الواضح لحد هذه اللحظة نعومة الجانب الرجالي أمام هذا التحرك وحتى التيار الليبرالي كان كمن يوظف مقالاً ساخراً لتحريك مياه راكدة على خجل ... لكنه لم يختر الحجر المناسب ولا البعد الصائب والمنصف...
فالتيار الليبرالي لم يستطع لحد الآن من تعريف نفسه أو توضيح الأنساق الفكرية والعلمية التي اعتمدها لمشروعه الإصلاحي الذي ظهر منكراً في بداياته وهشاً حين برز لسطح المجتمع ..الأسباب واضحة تماماً فالليبراليون مازالوا عالقين في فخ الحرمان والحرمات ولم تكن لهم محاولات تذكر لحد الآن في اجتهادات أدبية اجتماعية لنقد مزج الدين بالعرف والتقليد أقلها على مستوى بسيط ... لكنهم اتجهوا لمنعطفات خطرة في مواجهة نصوص دينية كانت أشبه بحفر في صحراء واكتفوا بالوقوع فيها أومحاولة ردمها بشكل فوضوي .... وتركوا أبواب للدخول في مناقشتها بشكل علمي يكفل تقريب الصورة الحقيقية للمجتمع البسيط عن بعض الحقائق المرتبطة بالدين والعرف والفصل فيها بمنظار علمي
مع ذلك أتوقع وصول المرأة بصورة أكثر منهجية لمناقشة النصوص التي لطالما حاصرتها هي بالذات وعلى وجه الخصوص وستكون مرحلة انتقالية للخروج من شرنقة العرف وذلك ماسيبرهن أن تهميش وظائفها لم يكن دينيا إنما كان براغمتيا لتحقيق غاية ما ربما تكون من عهد متصل بوفاة النبي ..