قراءة في كتاب نبضات فكر للكاتبة ريم علي الحاجي محمد
إضاءات في نبضات فكر
يسرني أن أقف أمام القلم الأحسائي وقفة إجلال وإكبار وهذا ديدني عند ولادة قلم جديد من رحم الأحساء . لا سيما إذا شع من هذا القلم لمعات وضاءة تتدفق من شذاه العابق روح الإيمان العميق وهذا ما اتسم به قلم الأخت ريم علي الحاجي محمد في كتابها " نبضات فكر " الذي يحمل في طياته عدة مقالات تكشف عن الثقافة الإجتماعية التي تمتلكها الكاتبة حيث ترجمت تجاربها في الحياة إلى موضوعات هي في حقيقتها أنوار تضيء الطريق للآخرين بإشراقها على الساحة الأدبية الأحسائية . حيث تعالت كلماتها لإعزاز الأدب العربي . وصدق الشاعر الأحسائي حينما قال:
مادام يحيا في الأحساء كاتب
هيهات ناصية الحروف تهان
فالحروف تزدان وتتألق حيث تنساب كالعطر دونت في نبضات فكر . هذه النبضات تحتضن رسالة مقدسة صاغتها الكاتبة أريجا يتضوع برائحة الفضيلة لتدل على روعة الانتقاء وأهمية الطرح . تتميز في خضمها بعدة مميزات منها :
· الحس الإيماني نلحظه في عدة مقالات حيث أكدت فيها على تقوية أواصر الربط بين العبد وربه ، والإهتمام بالتغذية الروحية جاعلة الدين هو الأساس لحل كثير من قضايانا الإجتماعية وهذا الحس هو ما نحتاج تعميقه في نفوس أبناء وبنات جيلنا في ظل الإغراءات الدنيوية .
· هذه المقالات داعية إلى الخلق الإسلامي الرفيع . ونراه جليا في الموضوع المعنون " كن متحدثا لبقا "حيث بينت أثر عذل الخلق في كسب ود الآخرين ، وأيضا موضوع " الإنتقام وفوائده " ففيه دعت إلى التسامح وجعلت هذه الصفة دليلا على شخصية قوية تصبر على الإساءة وتقابلها بالإحسان . مثل هذه الأخلاق وغيرها المبثوثة في ثنايا الكتاب هي ما أكدت عليها الآيات والروايات . وهي التي تخلق لنا مجتمعا راقيا في التعامل .
· إثارة قضايا إجتماعية وطرح حلول مناسبة لها .هذه الحلول بمثابة نظريات لو طبقت في المجتمع من كثير من المشاكل . فالكاتبة تعالج المعضلات بعمق النظر ، وبصراحة وصدق وإيمان . وتصرف المجتمع عن استغلال بعض الصفات الفطرية – كحب الاستطلاع – في المهاترات الكلامية في أعراض الناس إلى خصال محمودة وتسخرها في وجهتها الحقيقية وهي شغل الأوقات بالإطلاع على كل ماهو جديد في العلم والثقافة والدين .
قد راقني الكتاب كثيرا لأنه يحوي مجموعة من الأفكار لإصلاح ما أفسده الدهر. لكن إذا استطاعت الكاتبة تأدية هذه الأطروحات القيمة بإستخدام أساليب التشبيه والإستعارة والعبارات المسجوعة وغيرها فذلك " نور على نور " لأنها تضيف على الكتابة رونقا من الحسن والجمال .
وها نحن ننتظر من شخصيتها المعطاءة لمساتها الجديدة على الساحة للتحف أرواحنا بقيم السماء وتصحبنا إلى عالم المعنى والملكوت .
وفي الختام أقول للكاتبة :
قري عينا خفقات نبضاتك وصلت إلى الوسط الإجتماعي في هالة من النورانية. لعل " تعيها أذن واعية " فشهد الله على مابلغتيه خدمة للإسلام والمسلمين . فجزاك الله خير الجزاء . فنحن نشد عضدك للسير على هذا المضمار مع أمنياتنا لك بدوام الموفقية .