رؤية قاصرة حول «ربما بقي أمل»
- اسم الكتاب : ربما بقي أمل
- مجال الكتاب : مجموعة قصصية
- المؤلف : جعفر أمان
- الناشر : دار أطياف للنشر و التوزيع
- عدد الصفحات : 134 صفحة
- عدد العناوين : 40 عنوانا
لن تعدم الموهبة و التمكن ، هذا ما حضر طيلة مطالعتي مجموعة ( ربما بقي أمل ) للأستاذ جعفر أمان ، فلعلنا نقول أن هناك أمل في جيل جديد ، فكتابة القصة بأنواعها فن و قدرة ، لا تتوقف على جيل من سبق ، بل تتقدم بوجود عناصر شابة ، تملك أفقا جديدا ، و سماء أوسع ، تتماشى مع سنة الحياة .
لا يتوقف الترقب و الشغف لمتابعة الحدث ، في طيات أي قصة من المجموعة ، حتى و إن كانت الصورة العامة موجودة في عقل قارئها ، و السبب هو انغماس هذه الحكايات في عمق المحلية ، و تعبيرها عن تجارب حياتية في الغالب الأعم لما نراه و نسمعه ، و هذا يحسب لها بالطبع – و ليس عليها ، فهي عنصر جذب يخطفك نحو المتابعة ، بأسلوبها السردي الجميل .
الغوص في عالم الإنسانيات ليس بالمهمة اليسيرة ، فتحريك الشخوص ، و إظهار ما يختلج فيها من ترح و فرح ، تحتاج لأدوات ، أعتقد أن الكاتب تمكن منها إلى حد كبير ، و لعل قصتا ( النصيب ، و لأجله ) تسيران في هذا الطريق باستقامة .
أما اللغة في المجموعة فهي ليست بعيدة عن السلاسة ، كما أن الجمل القصيرة التي استعملها الكاتب دوما ، كانت وديعة و قريبة من مخيلة القارئ ، و فهمه على السواء ، و لا يمكن إغفال الوضوح المعنوي ، و التميز الجمالي في اختيار عناوين قصص المجموعة .
من ضروريات القول ، البوح بأن الواقعية رفيقة دائمة لثنايا النصوص ، كما تميزت بالرؤية السليمة و صدق المقصد ، في التفاعل الخلاق بين الكاتب و مجتمعه ، و اجتهاد الكاتب واضح و جلي فيها .
كما يظهر سعي كاتب القصة للوحدة الموضوعية لقصصه ، من تماسك الحدث و الحبكة ، و حتى نهاية تعطي العبرة للقارئ ، و هي بحسب ما نعتقد _ أقصى ما يسعى إليه كل كاتب ، في المجال الفني و الإنساني .
أحمل شديد الإعجاب ، و التمنيات المقرونة ، بدوام التميز الجمالي لكاتبنا العزيز ،و من نجاح لنجاح آخر أرحب ، و نحن في انتظار مجموعته الثانية .
سلكت دربك مقادير نوره ، و زادك اللهم من عطاءه .