التوافق بين الزوجين
يقول عَزَّ وَجَلَّ: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾ .
بداية الطريق الذي يسلكه الإنسان في حياته بامتداد عمره الطويل تبدأ بالنية المنعقدة في داخل القلب، وتحفظها الروح الخفية التي تسير الإرادة بأوامر من العقل، قبل تخطي الخطوة الأولى، التي يتناقل الناس بأن بداية الطريق بالخطوة التي تبدؤها القدم، فلا تبدأ القدم بالخطى والمسير قبل إضمار النية في القلب وتحديد الهدف المراد فعله، فإن كانت نية المرء نية حسنة وصالحة كان الطريق الذي يسلكه ويتخطاه آمناً من الزلل والانحراف، ومساره في درب الخير والصلاح وبتقوى الله، وكانت حياته حياة طيبة، ومعيشته معيشة متكاملة وسعيدة، ومأكله ومصدر رزقه طيبا مباحا، يراعي فيه رضا الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وآله، وإن كانت نيته سيئة بطل عمله وساء فعله وبدأت حياته ومسيرته بالانحراف عن الطريق المستقيم والسكة الصحيحة التي خلقه الله للسير عليها للوصول لقمة الأمان، وتحولت خطواته اللاحقة لخطوات ضالة ومفسدة ومظلمة، يتبع فيها طريق الشيطان وهوى النفس، وينهيها بمعصية الله ورسوله، وانحرفت معاملاته ومعيشته ومصدر رزقه ويعرض نفسه للحرمان.
عن النبي قال: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى) .
فصلاح النية في داخل المرء صلاح لمسيرته وحياته ومعاملاته ومستقبله، وصلاح نفسه وتقواه ومسيرته صلاح لأسرته وذريته، وصلاح أسرته وانضباطهم عائد عليه بالنفع والاستقرار والافتخار بعبادتهم لله وطاعتهم لرسوله صلى الله عليه وآله، وهو ذخر للإنسان في الدنيا وزاد له في الآخرة، وهذه النية الصالحة مصدرها ينبع من الهداية الحقيقية للشخص المؤمن، حين يختار من بداية شبابه الطريق المستقيم من الصلاة والمسجد والصلاح والتقى ويتمسك بالكتاب والتدين الحقيقي الذي يحكم النفس عن الهوى ويقودها في مسار لا لبس فيه ولا شبهة، ويربي ذاته بذاته على: (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا) . ويعمل بقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ﴾ .
فالشاب الذي يبدأ مسيرته بالاختيار الصحيح منذ التفكير في الزواج وقبل إبرام العقد والوقوع في الحياة النكدية والتفكير في الخلع والانفصال، وجب عليه أن يرتدي الثوب الذي يناسبه فلا يكون قصيرًا فيظهر معايبه ولا طويلاً فيضايقه لبسه ويعيبه من حوله على اختياره، فالتفصيل وأخذ المقاييس المناسبة على الجسد يكون قبل الشراء والاقتناء، وقبل دفع المستحق، يتفق على التفاصيل المهمة، كالتدين وطهارة القلب ونقاوة النية ومستوى المعيشة، وتترك الجزئيات للتفاهم عليها بين الزوجين.
الزواج الذي يعتمد على الصراحة والصدق والتوافق الفكري وتقارب المستوى يكون زواجًا مباركًا وبدايته بنية قلبية مباركة تدار وتحكم بالتعاليم الربانية التي تؤدى فيها الحقوق ولا تسلب، ويتفق فيه على الحلوة والمرة، ولا تقتله الخلافات، وينمو ولا يصاب بالذبول، وخصوصًا حين يكون الزوجان فيه متدينين ملتزمين بالتعاليم الإلهية ويعرفان حقوقهما وواجباتهما الدينية التي تقودهما للمعرفة والانضباط في المساءل الدنيوية، ويتم بينهما التوافق على الحياة والانسجام النفسي وتبادل الحب والحنان أكثر من الزوجين المختلفين في المستوى التعليمي والمعيشي والاقتصادي والديني والفكري، وهو أمر طبيعي في التكافؤ والتضاد أن لا تجمع المختلفين بين سقف واحد وتتهمهم في ما بعد بالاختلاف وعدم التوافق كما يفعله البعض من زواج المصلحة الدنيوية التي تنظر إلى الزوج من الناحية المادية وحجم الراتب ونوع الوظيفة وتنسى الخلق والدين.
عن الصادق قال: (إذا تزوج الرجل المرأة لمالها أو جمالها لم يرزق ذلك، فإن تزوجها لدينها رزقه الله عز وجل مالها وجمالها) .
فالتوافق بين المتعاقدين على أرضية الفكر والتوجه وتقارب المستوى المعيشي والدراسي يسهل عليهما الوصول للتفاهم على بقية مسائل الحياة والاتفاق على تنظيمها وحلحلة مشاكلها في المهد قبل استفحالها وإنباتها وانتشارها وصب الزيت عليها بالاختلاف مقابل الخلاف لأن المنشأ سليم والقاعدة التي بنيت عليها صلبة ترتكز على التفاهم والتوافق والمشاورة وتقبل الرأي الآخر وإكمال الطرف الثاني بفكر الأول من أجل تماسك البنيان وإيواء من بداخله، ولا يكون بنيانها هشا خاويًا كجذع النخل المتماسك من الخارج ومنخور بالطفيليات والدود من الداخل تهشمه الرياح بعد ما كان صلبًا بصلابة أصل منشئه، هذا التوافق والاختيار والتقارب في النسب والحسب والفكر والخلق وتساوي المعيشة يحسب له الآباء السابقون في ما مضى ألف حساب ويهتمون بتفاصيله فلا يقدمون على متناقضين ولا يجمعون مختلفين فامتازوا بقلة الطلاق وندرة الاختلاف وسعادة الحياة والرضا بسبب مضيهم على طاعة الله ورسوله منذ بدء التوقيع على الاتفاق وعقد الشراكة التي تزيد بعدد أفراد شركائهم على مدى عشرات السنين القادمة بانتماء المواليد الجدد، لكن مصير تلك الشراكة واستقامتها يعتمد على النية الحسنة التي تعتمد على أصل التدين قبل أن ينخره الخلاف ومتطلبات العيش، فإن كان الرجل متدينا والمرأة غير ذلك أو العكس، وهما القاعدتان الرئيسيتان، أو المرأة طبيبة والرجل فلاحا، أو فقيرا والبنت غنية، أصابهما التهشم في شراكتهما بمجرد وقوع الخلافات البسيطة في اختلاف الفكر حين التشاور على مشتريات البيت أو شراء الشبكة أو اختيار الألوان أو تنظيم الشقة أو نوع السكن، فتتهشم شراكتهما بالطلاق والخلاف كما يهشم الحجر الزجاج.
وصلاح القاعدتين من الداخل وتساويهما في بعض المقاييس الأساسية التي ذكرت يحفظ الزواج من الكثير من الخلاف ويقلل الطلاق ويجلب السعادة، كون الجذور المتمثلة في أساس الأبوين الصادقين سليمة فيعتمد عليها الشريكان في رسمِ مسيرة حياتهما ومستقبلهما، عبر تطبيق المواثيق والعهود التي يتفقان عليها في عقد الزواج، فإن كانت الأساسات سليمة وصلبة وتعتمد على نية جوهرية لا يشوبها شك ولا شبهة نمت العلاقة وتماسكت في بعضها كما تنمو النخلة في التراب فتتحمل العطش والجفاف وتستقبل أشد الرياح عتوا دون أن تنقلع من جذورها بسبب اختلاف الجو وتغير المناخ وإن تمايلت مع الريح، إلا إنها سرعان ما تعود لاستقامتها وتبقى صلبة جميلة لمن ينظر إليها وتثمر ثمارًا يقل نظيرها بين الكثير من المتشابهين، وهذا التماسك والتوافق الفكري والإيماني يعين الزوج ويمكنه من إدارة حياته وتوجيهها التوجيه الصحيح، دون أن تصاب بالانحراف عن السكة المتفق عليها مسبقـًا بين القاعدة والسقف وبين الثوب والجسد، ودون أن يضر الرأس بالجسد ولا يحمله ما لا يطيق ولا يطالبه بما لم يتفق عليه، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه الزوجان قبل أن يتشاركا وقبل أن يبرم العقد ويجتمعا تحت سقف وغطاء مكرهين على الاجتماع تحته، ومن أجل أن تحفظ الاتفاقيات الأمنية داخل البيت أثناء الغياب والإدارة الاقتصادية وتقوى العلاقات الجانبية وتروى الفروع من منابعها بالحب والمودة، دون الإخلال بالمواثيق المتفق عليها بين الزوجين من السكن ونوع العمل وتربية الصغار والدخول والخروج والطبخ والحجاب وإكمال الدراسة وجميع التعاملات والبنود المبرمة، ودون القبول بالخطأ والإخلال بأحد الاتفاقات من قبل الشركاء كي لا تصاب الشراكة بالانهيار ويتم فسخ العقد بالطلاق والتناحر والمحاكمات والعداوات فيضيع الصغار وبعد ذلك ستكون بنود العقد حكمًا بين الشريكين والقرارات المتفق عليها تطبق وتتخذ من قبل الزوج القيم وتكون قرارات صائبة ومدروسة ومتشاورا عليها بين الزوجين وتصدر من الرجل الحكيم الذي يراعي ضميره بحكم تدينه وينظر فيها بعين الله ورسوله صلى الله عليه وآله دون جور ودون إجحاف، وستكون الخطوات اللاحقة التي يسير عليها الزوج مع زوجته وعياله خطوات صحيحة ثابتة على الصراط المستقيم الذي خلقوا لأجله وتكون من مصلحة الجميع وبالتوافق والمشورة كما توافقوا مسبقا على المضي قدما على طاعة الله.
إذا تم ذلك بين الحبيبين المتشاركين والمتفقين على الطاعة، شمل الله سبحانه وتعالى تلك الزيجة بالرحمة على نيتهما، وعلى نياتكم ترزقون، وأنزل الله عليهما من حيث يحتسبان أو لا يحتسبان، السعادة في حياتهما التي يغبطان عليها، والبهجة في وجوههما ووجوه أطفالهما، والبركة في شراكتهما، التي تتمثل في الاستقرار النفسي، واستمرار الزواج، ومضاعفة الرزق، وسعادة الأبناء، وبارك الله لهما في تجارتهما، وانزل عليهما الربح الوفير، واستقلالية القرار الأسري، والتعاون الجماعي، والتفاهم بين الشركاء، بالمحبة المتبادلة، وتبادل الاحترام والتحية، وعمهما السلام كزوج وزوجة وأبناء، ونتيجة التوافق والمحبة بين القاعدة والسقف هو البر من الكبير على الصغير ومن الصغير على الكبير، واحترام قرارات الزوج من قبل الزوجة، وشكر الزوج زوجته على مجهودها وعطائها العظيم، وحفظ السفينة ومن فيها من الغرق بالطلاق والضياع في المشاكل، وهذا هو المطلوب في الحياة الزوجية أن يمضي العمر دون الحاجة للتغيير ودون حكم من أهلها وحكم من أهله وأن يطمئن الزوجان على نفسيهما، وعلى فلذات أكبادهما من الضياع والشتات، وما يعين على حفظ ذلك هو الإيمان بالله والتقوى التي تجمع القلوب والأجساد مع بعضها، وختامه دعوة الحي لنظيره بالتوفيق والعافية، ولأمواته بالرحمة والمغفرة.
جاء عن النبي أنه قال: (إذا مات المؤمن انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو ولد صالح يترحم عليه، أو علم ينتفع به) .
أما في الحياة والتي سيقضي فيه الزوجان عمرًا مديدًا مجتمعين تحت سقف واحد، ويأكلان في صحن مشترك، وينامان في فراش مزدوج، ويتنقلان مجتمعين، ويشتريان متفقين في أكلهما وملبسهما، فتظهر نتاج الاتفاق والتدين المباركة بانسجام الروحين وتحولهما في الغالب لروح واحدة متفقة في الفكر، ومتوافقة في الذوق، ومنسلخين في بعضهما البعض في جسدين بروح وفكر واحد، فتزداد المحبة في القلوب من قبل الزوج الراضي عن ملبس زوجته وسترها وممشاها وفكرها وإدارتها الاقتصادية للمنزل واهتمامها بالأولاد، وتظهر المحبة والشوق من الزوجة الراضية عن زوجها والتي يؤمن لها كامل مطالبها ووسائل العيش الكريمة، وتتنقل بحرية دون شك ولا شبهة وكأنها شريكة فعلية في المال والمنزل وما تحت اليد، فيؤثر ذلك الحب أخي القارئ أختي القارئة على من حولكما بالإيجاب وتزداد الصلة والتمسك بالأصل من الأبناء بالوالدين حتى بعد زواجهم وانتقالهم إلى حياتهم الثانية التي يكون فيه الشريك غريبا عن الشركاء الماضين وتستمر المحبة والشوق من قبلهم، وهذا ما يجعل صلة الرحم تدوم وتستمر دون انقطاع مع الوالدين، ويظهر ثمارها ونتائجها حين الحاجة إليها بالصدق والإخلاص المبارك من الفروع للأصل وبالعكس.
فحين يصاب أحد الوالدين بعد عمر طويل لا سمح الله بالعجز والمرض والتنكيس في جسده ويحتاج للمساعدة من شركائه لأجل نقله وعلاجه ومقابلته والاهتمام بتغسيله وتغيير ملابسه سواء من قبل زوجته أو من أبنائه، فإن كان الشركاء في رضا عنه ومتوافقين معه أبروا به وأحسنوا وتحملوا شريكهم على أحسن وجه بنية صادقة وفية واهتموا بطبابته وعلاجه وتحملوا صراخه ومرضه وأوجاعه ورائحته وأعادوه وواسوه، واهتموا به على أفضل ما يكون دون ملل.
وإن كان التوافق والانسجام عكس ذلك، تنافرت الأرواح من بعضها، واختلفت الأنفس من أساسه، وانفصلت الفروع عن ساقها، بعد منبتها في حوض آخر، وهو الزواج، وعم بينهم الخلاف، واستفحل انتشاره في الأرواح، بعد مرض الأنفس فيصعب اندماجها وتقاربها، وإن كان الأصل واحدا، ويعمهم الصراع الذي يحدث لأتفه الأسباب وأصغرها، ويضخمها طرف ضد آخر ما دام أن التقوى والإيمان مفقودتين فلا عدالة في الميزان.
وإن مرض أحد الأبوين واحتاج للمساعدة والعلاج ومن حوله في خلاف معه ألقى به في دار العجزة أو على عاملة المنزل وأهمل أنينه وصراخه وتمنى له الموت والخلاص من رائحته وصراخه، وطمعا في ثروته ومكانه، وهذا ما نشاهد فعله من الكثير من الأبناء في حق آبائهم الذين يرقدون على أسرة الموت في المستشفيات دون أن يزاروا أو يسأل عنهم قبل يوم الوفاة، وذلك بسبب عدم الانسجام والرضا والتوافق وانعدام روح الإيمان.
فالاستقرار والتوافق العائلي والانسجام بين الزوجين له نتائج إيجابية جمة، قد لا تنحصر في الراحة والجنس والأولاد والحب والطبخ والسفر، وإن كان بعضها أساسا، لكنها تؤسس للإخلاص في الحياة الزوجية والعمل، والمعيشة، والدفء الداخلي، وتماسك البنيان، وحسن التربية، والطاعة من الجميع، وتظهر نتائجها الفعلية في المنزل ببشاشة الوجوه، وسعادة الأولاد قبل آبائهم، وتنظيم السكن، والخدمة المتبادلة، وتلاقح الأفكار والتشاور، والتوفير، والتحمل على القليل، ورضا النفس، وتجد الزوجة المؤمنة الصالحة تطيع زوجها برضا وتعيش برفقته كما كان يعيش من مضى وتخلص في عملها وتخدم بيتها بنية صادقة، وتتزين لزوجها بأفضل الثياب وأجملها، وتتعطر من أجل أن تستميل قلبه وتشتري وده وتسره بمنظرها وبإحسانها وتصرفاتها، وتخدمه بكل ما أوتيت من طاقة، وتقوم بالطبخ والغسيل دون أن يسمع الزوج الكريم أو جيرانه الصراخ، أو يشعر بالملل والضجر الذي يسمعه الكثير من شركائهم، وتهتم بالتربية الصحيحة لصغارها وتغذيهم بعطفها وحنانها وفكرها النير الذي ينبع من صدر الإيمان والصلاة دون الأجر والمنة، وهذا الفعل والاستقرار في المنزل بين الشركاء يجعلهم في الربح الدائم المستمر دون الوقوع في الخسارة، وتصبح العائلة محلا لثقة الآخرين للانضمام إليها عبر المصاهرة والمصادقة دون الخوف من الخداع والخيانة.
ومن جهة ثانية يقابل الزوج المؤمن زوجته الطيبة بالوفاء والعطاء الروحي والوجداني والإحسان لأجل رضاها وكسب ودها في تبادل مستمر لا تقتلعه الرياح من جذوره ولا تصيبه الخلافات بالكسر والشتات والخلاف والطلاق ويتم التغلب على اللمم والخلافات الجانبية بالإحسان الذي بدئ به الاتفاق، وتؤمن المطالب وتقضي الحاجيات التي يحتاجونها بكرم، وتوزيع الأرباح بالرضا من النفس، فيزداد الإنتاج ويكثر العطاء ويتبادل الاحترام.
ِِيقول عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ .
فيفتخر الشريكان بزينتهما والتي تأتي بالصلاح للنية وحسن العشرة والترابط بين القلوب والنفوس الإيمانية الخيرة، ولا يأتي الافتخار بالخلاف أبدا، ولا شريك يشكر شريكه على الشراكة المليئة بالخلافات كما يحدث بالشيء الحسن الجميل، يقول تعالى: ﴿قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ﴾ .