حركة المؤمن بين قوانين الطبيعة و الغيب
الباري عز وجل من متعلقات هذا الكون و حركة الإنسان جعل له قوانين يسير عليها و يستفيد منها، فكما أن هنالك قوانين للجاذبية، و اختلاف درجة الحرارة ...وغيرها جعل هنالك قوانين للغيب. و حركة الإنسان في هذه الحياة على صور:
الأولى: كأن يلتجأ إلى الأسباب و يترك المسبب وهذا نتيجته إلى الفشل.
والآخر: بأن يتكأ على الأسباب الغيبية و لا يجد في الطلب، كمن يطلب في دعائه الرزق ولا يبادر إليه وهذا ناقص في نتيجته ..
فما المطلوب من المؤمن في مسيرته ؟؟
حقيقة المؤمن في تحركاته هو أن يسبح بكلا المجدافين فلا هو الذي ضيق حدود رئيته في متعلقات المادة فذلك الكافر فيتوقف بتوقف أسبابها ولا هو الذي طلب من ربه وهو متقاعس فذلك خلاف التوكل
المطلوب من المؤمن أن يربط بين قوانين الطبيعة و عالم ما وراء المادة و أن يفهم الإرتباط بينهما،وأن يعمل بمبدأ يعبر عنه العلماء الايقفي ( عدم الوقوف ).
فما دمت إنسانآ مؤمنآ بقوانين الطبيعة و متعلقاتها و أن لهذا الكون رب يحكمه ويتصرف فيه فلا مجال للوقوووف .
فحتى لو تقطعت به الأسباب الطبيعة يلتجأ إلى من بيده كل الأسباب ( يا مسبب الأسباب من غير سبب,سبب لي سبباً لن أستطيع له طلباً)، وخذ على ذلك نبي الله موسى عليه السلام عندما لاحقه فرعون بجيشه، البحر أمامه و العدو من خلفه يأتي إليه أصحابه ويقولون له إننا لهالكون !! انظر إلى تعامل من يحلق بهذين البساطين فعندما تقطعت به السبل قال: كلا إن معي ربي سيهدين.
أنا لا أعلم الطريق ولكن واثق من أن ربي لن يتركني لوحدي هنا .. حتى أتى ذلك المدد
﴿فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ﴾ سورة الشعراء. و نجاه من فرعون و شره واورثه مصر ومن عليها
فما اجمل من أن يسير المؤمن في تكامله على المبتدئين.