نشوة السلطان ..!
رأي
٣:٣٣ صباحاً
نشوة السلطان ..!
حلمٌ جميلٌ تغشاني، وقد ملكت الأرض أقصاها لأقصاها، وقد أقبل الوفود تِلوَ الوفود سائلة وطالبة إيّايَ، مباركة ومهنئة، ولسلطاني غابطة، حتى غشيني من ليلي ما غشيني، وقد آرقني شأن رعيتي وكيف أسعدهم وأوسع عليهم، فأغمضت عينيّ على مضض ولا تزال الأفكار تِلوَ الأفكار تراودني، وإذا بصوت قد عكر صفو أفكاري، وسرعان ما انسلخ سلطان عقلي بمحضر سلطان العاطفة..
أميرتي ما يبكيكِ ؟!
أيها السلطان؛ إنه ضوء يسلخ ظلمة البهو بإشعاعات منبثقة من أسفل عتبة باب القصر..
ضوء شارد على هيئة شبح 'ملاك' ولكنه قد يكون بأوجه مغايرة!..
نعم مغايرة ،، فهو بلا شك قريب كل القرب من ذلك الزمن العتيق حين كنا نصعد على سطح القصر (المنزل) وننظر لتلك الغيوم الجميلة وهي تتلون وتتشكل في أفكارنا حسبما يُخيل إلينا، بل ونلقي الأيمان على أنه كذا أو كذا ،،
نعم ذلك الضوء الشارد قد يكون للبعض كحبل مشنقة وقد يكون تلك اليد الحانية التي قد تأخذ بيدنا وسلطاننا لبر الأمان ،،
هنا توجب عليّ أن استيقظ من نشوتي لأجد غاليتي الصغيرة قد ارهبها ضوء شارد بل ارهبها ما شكّله ظل ذاك الضوء، فاضطررت لإدارتها لتكمل نومها بشيء من الأمان على كتفي ..
فما كان سلطاني بمن يوسعه تخيل الضوء خلاف تلك اليد الحانية - بحسب حلمي -.
إنها الـ ٣:٣٣ صباحاً ،،
بقيَ أكثر من ساعتين على وقت صلاة الفجر ولكنه لم يرق لي النوم بعدها !!
ليس انشغالاً بالتفكير بالرعية وأحوالهم وما أعددت لهم من سعادات تنتظرهم صبيحة هذا اليوم، بل لكي لا يراودني سلطاني من جديد فأكون خلاف ما كنت عليه ابتداءً .
فقد راق لي ما كنت عليه ..