شبيه الرسول و شبل الأمير
#شبيه #الرسول و شبل الأمير
"أشبه الناس خلقا ومنطقا وخلقا برسولك , و كنا إذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا إلى وجهه" هكذا وصف الإمام الحسين عليه السلام الابن الأكبر من أبنائه , هذا هو علي الأكبر , جامع الصفات الهاشمية , هو بأس حمزة , و شجاعة علي , و هيبة الحسن , و إباء الحسين , و خلق محمد , صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين .
سمي شبيه النبي ، فترعرع الأكبر وترعرع معه جمال النبي صلى الله عليه وآله ، ونما فيه الكمال ، وأزهرت حوله الآمال ، وبلغت محبيه لدى آل النبي صلى الله عليه وآله مبلغ الوله والعشق , فكان إذا تلا آية ، أو روى رواية كان كرسول الله صلى الله عليه وآله في كلامه ومقامه , وأضاف على شبه النبي صلى الله عليه وآله في الجسم , شبهاً بجده علي عليه السلام في الاسم ، كما شابهه في الشجاعة ، وفي تعصبه للحق .
و ورث من أبيه الحسين و عمه الحسن عليهما السلام الشجاعة و العلم ، و الكرم و السؤدد و الفصاحة ، و البصيرة و التقوى و اليقين و الإخلاص و التفاني في الدين .
ولد الأكبر عليه السلام في المدينة المنورة في 11 من شهر شعبان سنة 33 للهجرة , أمه من بيت شرف و رفعة , ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي , يكنى بأبي الحسن و يلقب بالأكبر , و هو أول من أستشهد في واقعة الطف من بني هاشم , و قد أبدى شجاعة عظمى في يوم عاشوراء حيث شد على القوم و أكثر فيهم القتل حتى قتل تمام المائتين حتى أستشهد , دفن في قبر مستقل كما كان للعباس عليه السلام و حبيب بن مظاهر رضوان الله عليه , و تميز قبره بأنه محاذياً و متصل بقبر أبيه سيد الشهداء عليه السلام , و عمره الشريف 27عاماً .
و قد تميز علي الأكبر بمباشرة الإمام زين العابدين عليه السلام لدفنه , تمييزاً له عن بقية الشهداء رضوان الله عليهم أجمعين , و تفرد عليه السلام بزيارات مستقلة إشعاراً بسمو مقامه ، وعظيم درجته عند المولى سبحانه وتعالى .
و يكفي في بيان عظمته تأمل كلمة الإمام الحسين عليه السلام عندما وقف على مصرعه فقال "قتل الله قوماً قتلوك ، ما أجرأهم على الرحمن ، وعلى انتهاك حرمة الرسول صلى الله عليه وآله" و يستشف من هذه الكلمة عظمة الشهيد فحرمة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله لا تنتهك إلا بقتل من بلغت منزلته ، العلو والرفعة والقرب من الله سبحانه وتعالى .
و نستعرض هنا قول الأئمة عليهم الصلاة و السلام في علي الأكبر عليه السلام :
جاء في زيارة علي الأكبر المنسوبة للإمام الصادق عليه السلام : (السلام عليك وعلى روحك وبدنك , بأبي أنت و أمي من مذبوح ومقتول من غير جرم بأبي أنت و أمي دمك المرتقى به إلى حبيب الله ) فأي عظيم أنت أيها الأكبر حيث يفديك الصادق بأبيه و أمه ؟!
و جاء عن الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف , مسلماً على علي الأكبر في زيارة الناحية المقدسة : (السلام عليك يا أول قتيل من نسل خير سليل ، من سلالة إبراهيم الخليل ، صلى الله عليك وعلى أبيك) .
و هذا مما يدلل على أن علي الأكبر عليه السلام يتلو المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم في الفضائل والمكارم ، إلا في ما خصهم به الله سبحانه وتعالى من بين خلقه , و في ما تقدم شواهد .
فسلام الله عليه يوم ولد و يوم استشهد و يوم يبعث حياً .