من طفل غزة للسيد الرئيس
يا سيدي..
لا تكتبوا عيدا سعيدا في دمي..
حلمي تبعثرَ وانتهتْ فيَّ الشواطئُ...، والرمالُ
العاشقاتُ حياتها قُتِلَتْ على عجلٍ معي..
لا تكتبوا
حلمي تكسرَ فوق شطآن المطر.
وعليه تاهتْ كلُّ أشكالِ القمرْ.
لا تكتبوا
عن حزنكمْ.. عن أيِّ شيءٍ يحملُ الترحالَ...، عنّا.
لغتي سنابلْ.
هذي هداياكمْ قنابلُ...، والسنابلُ مسّها قصفٌ وسافلْ.
أنتمْ.. «همُ».،
وكأنهم أنتمْ بأوجاعِ المناضلْ.
لا تكتبوا: عرباً لأوجاع المناضلْ
لا تكذبوا
دميَ المسجى هاهنا يحكي الرصيفُ له الحكايات القديمهْ.
وأبي تمزّقَ قبل يوم العيدْ.
لا تكتبوا عيدا سعيدا في دمي... لا تكتبوا.
العيدُ مات بلعبتي، وبدمعتي نشرَ الصباح ضياءهُ.
والليل يحضن ما تبقى من أبيْ.
لا تكتبوا.. لا تكذبوا
هذي العروبة مسّها العارُ.
ودمعيْ صواريخٌ وإعصارُ.
وعلى الشواطئِ ماتَ حلمُ طفولتي..
رحلوا بعيداً أخوتي..
رحلوا بعيداً
عن سماءٍ.. عن مآسينا، وعن العلو
همْ يبعدونَ ويبعدونْ.
أكثرْ، فأكثرْ.
وبقيتُ أُشعلُ كلَّ أجزائي لأمي؛ كي تعيش إلى ألأبدْ.
أمي تنامُ على الرصيفْ.
فولاذكمْ فولاذهمْ لا يعرف الزهراتَ والبسماتَ، واللعبَ الصغارَ
فآهِ من بارودهمْ..، ومن الكراسيْ الصامتاتِ على دميْ.
من قتلِ أميْ.
الموتُ يُشْبِه قبل يوم العيدْ..
والغيم يشبه قبل يوم العيدْ..
والحزن في عينيها حرباً قبل يوم العيدْ.
والقتل يشبههمْ، وغزّةَ تحمل الدمَ والمكانْ.
لا وقت ليْ؛ كي يستريحَ الليلُ في ظمئيْ.،
أو أن أُمدَّدَ مثل جنديٍّ قديمْ.
وعلى الرصيف الخوف يجمعني، فينطفئ الكلامْ.
لا وقت في أسماعكمْ؛ كي تسمعون الريحَ تكبي مثلنا..
أو تعبرون الموتَ حلما مثلنا..
أو تعشقون سنابلَ الأرضِ التي خُلقتْ لنا..
أو تضحكون وتلعبون وتسهرون كعشبةٍ فقدتْ
ظلال السنديانِ وكل سيقان الشجرْ.
لا تكتبوا عيدا سعيدا في دمي..
لا وقتْ ليْ.
لا وردُ.. لا لُعَبٌ ولا جسدٌ ولا حتى قصيدهْ.
لا تكتبوا عيدا سعيدا..
ذا دمي ماءً يظللُ كلَّ غيمتها الشهيدهْ.
ضحكاتها ماتتْ.
أشياؤها ماتتْ.
براءتها على عجلٍ تموتْ.
وأخي تمزّقَ مثل حلمي.. مثل عشبٍ في الخليلْ.