القطيف: مركز المعرفة يختتم برنامج التهيئة الفكرية الثاني للمبتعث
اختتم مركز المعرفة برنامج التهيئة الفكرية للمبتعث المؤمن والذي أستمر لثلاث ليالي الأحد الماضي في دار الهدى للدراسات الحوزوية بالقطيف.
وافتتحت الليلة الأولى من البرنامج ندوته «البرنامج الفقهي» وكن الضيف فيها سماحة الشيخ عبد الله الحمالي ألقى فيها محاضرة فقهية تعني بالمكلّف ثم تحدث عمّا يجب على المبتعث فعله من الناحية الفقهية وتطرق لأغلب المسائل التي يبتلى بها المؤمن في بلاد الغربة.
وشدد الشيخ الحمالي على أهمية الثقافة الدينية وأن يكون المؤمن محيط بالمسائل الفقهية التي يبتلى بها جاء ذلك تأكيداً من خلال تجاربه بالسفر لتلك البلاد.
وتلت المحاضرة فقرة تجربة المبتعث السابق للولايات المتحدة للزمالة الطبية الدكتور «أحمد بزرون» وتحدث فيها عن تجاربه وما سيواجهه المبتعث من عقبات وكيفية علاجها ضمن اطار المسائل والاحكام الفقهية التي تشمل الطهارة والأكل والصلاة وغيرها.
وفقرة الحوار المفتوح والذي اتيح للحضور الحديث مع الشيخ بشكل مباشر حول استفساراتهم وأسئلتهم وفي ذلك تطرق الشيخ للمسائل الحساسة التي تواجه المبتعث هناك وشرحها من الناحية الفقهية مع طرح حلول لها.
وتطرق لمسألة التذكية واللحوم، والطهارة والنجاسة، ونجاسة غير الكتابي، وبيان حكم أكل الأسماك والروبيان، والتواصل مع الجنس الآخر، ومعنى الاختلاط وحكمه وغيرها الكثير، وتفاعل الحضور بشكل كبير مع سماحة الشيخ إلى نهاية البرنامج.
اما الليلة الثانية فكانت بعنوان: البرنامج العقائدي، وكان الضيف فيها سماحة الشيخ علي آل محسن ألقى فيها محاضرة عقائدية بدأها بمقدمة في عقائد الشيعة الإمامية ومقارنتها بالمذاهب الإسلامية الأخرى بداية بالتوحيد والعدل ثم النبوة والإمامة وبين فيها ضعف المخالفين لمذهب أهل البيت قبال قوة المذهب الإمامي.
وذكر في مجرى حديثه كيف أنهم وصفوا الله بما لا يليق بجلاله مع عدم التحرز عن نسبة الظلم إليه، وكذلك التشويه لصورة النبي ، وجعل الإمامة منصب سياسي يتسلمها حتى الفاسق، بعكس الشيعة الإمامية أنار الله برهانهم الذين نزهوا الله عن النقائص، ونزهوا مقام النبوة والإمامة من كل درن بأدلة علمية.
وقدم سماحة الشيخ نصيحة مهمة للشباب حيث قال«لابد من الثقافة الدينية لكل شاب في هذا العصر ولابد أن تكون شيعيًا عقيدةً وسلوكًا، ولابد من التحصين الديني».
وتطرق لكثرة الفتن من خلال وسائل الإعلام الحديثة كالتلفاز والإنترنت والهاتف النقّال وغيرها، وقال «أن الشبهات في هذا الزمان والفتن تأتي إليك في بيتك وليس كالزمن الماضي، لهذا لابد للمؤمن ان يحصن نفسه».
كما شدد على قراءة الكتب والسؤال، وبين أنه يجب أن تكون الأولوية فيما تقرأه للكتب الدينية وليس كتب القصص، واختيار الكتب الدينية التي تقرأها بعناية وقال«فاختر الكتب التي كتبها العلماء الثقات المختصون في مجالاتهم وخصوصًا كتب رد الشبهات».
وقال لابد من سؤال أهل العلم المختصين بكل ما يرد عليك، كما بين ماذا يجب على المؤمن أن يفعل إذا واجهته الشبهات وكيف يتصرف.
- فورد سؤال من الجمهور هو لماذا يخاف العبد من ربه؟
فأجاب الشيخ أنه يخاف من عدل الله وفصّل الجواب ببيان دقيق.
- كما سئل هل ان الله يحتاج إلى تعذيب العاصي في جهنم؟
فأجاب بأن ذلك لإقامة العدل وشرح ذلك مع بعض الامثلة عليه.
وقال آل محسن استحالة أن يكون الإنسان لا يعبد الله ولا يكون مجرمًا في نحو من الانحاء، وأنه حتى الدول الغربية التي تدعي الحضارة، تعد مجرمة بسبب جورها على الدول الضعيفة وقد شرح ذلك في سياق كلامه.
وبيّن دور العقل في المذهب الإمامي وفرّق بين تدخل العقل في المسائل العقائدية والمسائل الشرعية.
وسئل هل يتنافى اختلاف الناس من غني إلى فقير ومن سليم إلى مريض مع العدل الإلهي؟
فأجاب بأنه لا يتنافى وبين فائدة هذا الاختلاف للمجتمعات كما ذكر من روايات أهل البيت ما يعوض الله به الفقير في الآخرة.
وسئل الشيخ بأن كل الطوائف الإسلامية تدعي حب أهل البيت وإتباعهم فما الفرق بينهم؟
فأجاب الشيخ بجواب مفصل ذكر فيه أنه لابد من تبيين من هم أهل البيت فمثلاً ابن عباس على جلالة قدره ليس من أهل البيت، فالشيعة امتازت بتحديدها لمصداق أهل البيت وأحبتهم واتبعتهم وليس فقط مجرد كلمة عابرة والروايات التي نقلتها المذاهب الإسلامية من طريق أهل البيت لا تتجاوز المائة بعكس ما رواه الشيعة منهم.
واختتم الشيخ علي آل محسن برنامج الليلة الثانية بطرح أسماء بعض الكتب التي يستفيد منها المؤمن في تعلم العقائد الامامية والمسائل وردود الشبهات المرتبطة بها.
واستضيفها فيها الشيخ موفق الجنوبي فبدأ محاضرتة بمقدمة وقال أن انتقاد الدين يجب أن يكون بنظرة شاملة في الأصول قبل الفروع وليس اقتطاع جانب من الفروع وإغفال الباقي، وهو ما نراه في الشبهات المطروحة على الدين، وطرح النظريات الفاسدة حيث أحدها نظرية الكنيسة بأن الكمال بالابتعاد عن الجنس بشكل منقطع، وفي قبالها نظرية فرويد التي جعلت من الغريزة الجنسية هي الكمال، فالنظريتان بين التشدد المفرط والتراخي المفرط فاشلتان، وأن الطريق السوي والصحيح هو الذي وضعه الدين واستمر في البيان والرد على بعض الفلسفات الغربية والشبهات على الدين الاسلامي.
ثم تلت المحاضرة فقرة تجربة المبتعث قدمها المبتعث السابق في الولايات المتحدة المهندس جلال جليح.
وذكر فيها مواقف واقعية حدثت له اثناء دراسته وخصص الكلام حول العقبات التي تواجه المبتعث في سبيل تعلم اللغة والتي قد تؤدي بالبعض الى الفسق او النحراف او بالبعض الاخر الى العزلة وبين كيف هو الطريق الأسلم والافضل للتعلم من غير الانجراف او الانعزال.
ثم كانت فقرة الحوار المفتوح مع سماحة الشيخ تعرض فيها من خلال أجوبته على الأسئلة المطروحة الى بعض الشبهات الفكرية على الإسلام، كالتمييز العنصري بين البشر، ونجاسة غير المسلم، والمساواة بين الرجل والمرأة، وأحكام القصاص كقطع يد السارق ورجم الزاني.
وتطرق لموقف الإسلام من الرِق وقال أنه حارب الرق بشكل واضح ووضع خطة للتخلص منه بشكل تدريجي.
وأشار إلى موقف الإسلام حول الحركات الإرهابية وقال أن الإسلام لا يدعم الإرهاب وبين آيات الجهاد منه وما هي حالاتها ومتى يكون.
و نصح الشباب ببعض الكتب التي تفيد في تحصينهم فكريا من هذه الشبهات.
واختتم البرنامج بنصيحة من الشيخ للمبتعث وقال على يجب على المبتعث أن يحافظ على ثقافته وهويته وقال أن التنكر لها واستبدالها ليس دليل على التحضر بل دليل على الانهزامية وضعف الشخصية.
ومن ثم تم تكريم الضيوف وبعض المشاركين في البرنامج، وشكر مركز المعرفة دار الهدى للدراسات الحوزوية بالقطيف على دعمهم الجزيل للبرنامج ودعا لهم بالموفقية.
والبرنامج هو احد نشاطات مركز المعرفة بالقطيف التي يقيمها من أجل دعم المغتربين وكان الأول بعنوان «المبتعث بين التعلم الأكاديمي والتحصن الديني».