رسالتنا لمحرم الحرام
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الأمام الرضا أنه قال «إنّ المُحَرَّمَ شهرٌ كان أهلُ الجاهلية يُحرَّمونَ فيه القتال فإستُحِلَت فيه دمائنا وهُتِكَت فيه حرمتنا وسُبيَت فيه ذرارينا ونسائنا ولم ترع لرسول ألله «صلى الله عليه واله وسلم» حرمة في أمرنا إنّ يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الأنقضاء فعلى مثل الحسين فليبكِ الباكون فإنّ البكاء عليه يحطُ الذنوب العظام» كامل الزيارات لأبن قولويه ج1 ص100.
هذا شهر الاحزان سيقبل علينا بثوبه الحزين فلنهيئ أنفسنا لاستقباله بتصفية النفوس وتجريدها عن كل الضغائن والاحقاد، وليكن الامام الحسين يوحدنا على طريق الولاية لأهل البيت وإقامة شعائره المقدسة لنبشر انفسنا بالثواب الجزيل والأجر العظيم المذخر لخدام الامام الحسين ، كلٌ حسب استطاعته ومقدرته في تقدم الخدمة التي هي والله الشرف العظيم والسبيل القويم لنيل رضى الله سبحانه وتعالى.
فما من بركة أو ضياء لدينا كله من بركات ابي الاحرار ، وقبل كل شي فإن بقاءنا للتعبد بمذهب أهل البيت هو بفضل ثورته المباركة ضد طغيان بني أمية الذين سعوا بكل جهدهم لطمس معالم الاسلام الاصيل فقد ضحى وأعطى كل شيء لهذا الدين، فلنوفِ له ببعض ما قدمه للدين، ولنضع أمام أعيننا الأهداف التي ثار من أجلها: من إقامة الدين، والوقوف في وجه الظلمة، ومساندة المظلوم، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وإرساء القيم الربانية في كل خطوة خطاها في مسيرته ونهضته... وغيرها من الاهداف السامية التي أرساها الامام الحسين .
فإن التحلي بهذه الاهداف التي هي مجموعة من القيم السامية للدين ضرورية في قضية الامام الحسين، كما هو من الأهمية بمكان إقامة شعائر الامام الحسين ، والخروج بمظهر الحزن والتأسي بهم صلوات الله عليهم اجمعين فقد ورد عن الإمام الرضا قال: كان أبي ــ الإمام موسى بن جعفر ــ إذا دخل المحرم لا يرى ضاحكا وكانت كآبته تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه يقول هذا اليوم الذي قتل فيه الحسين .
فكما أن النظر لأهداف ثورة الامام الحسين ضروري أيضا البكاء والحزن واشكاله من اقامة الشعائر ايضا مطلوب وضروري.
والارتباط بالحسين يعني البقاء والخلود لأن الامام الحسين باقٍ وخالد. #ويبقى_الحسين .