ثورة الإمام الحسين (ع).. ثورة الحفاظ على المبادئ والقيم
يعد الحفاظ على حقوق الإنسان من أهم الأهداف التي جاء بها الدين الإسلامي الحنيف، تلكم الحقوق التي سلبتها الجاهلية وغيرت معالمها، لقد أتى الإسلام بمعانٍ سامية، وأخلاقٍ فاضلة، وأقر بحقوق لكل البشرية ولم يستثنِ في ذلك أحداً، بل شملت تلكم القوانين الجميع تحت مظلتها كان الإنسان مسلما أم غير مسلم.
لقد عمل رسول الله ، والرعيل الأول من خيار صحابته على تأصيل قيم المساواة بين الناس، وإعطاء كل ذي حقٍ حقه، وتبيان الحقوق والواجبات لكل فرد من أفراد المجتمع الإنساني، ثم جاء أمير المؤمنين ليكمل ما بدأه النبي في الحفاظ على هذه القيم والمبادئ. لكن الأمور جرت على غير ما أ ُريد لها بعد أن استلم الأمويون زمام السلطة، فسُلبت الحريات، وانعدمت المساواة، ورجع الناس إلى الجاهلية الأولى.
ولما أن رأى الإمام الحسين تغير حال المجتمع المسلم، وأن ما بناه جده النبي وأبوه أمير المؤمنين قد أصبح آيلا للسقوط والإنهيار، أخذ على عاتقه مهمة إصلاح المجتمع، والحفاظ على كل ما أسس له النبي الأعظم وأمير المؤمنين من حقوق ومبادئ وقيم، فخرج هو وبعض من أهل بيته وأصحابه لتصحيح مسار الأمة الإسلامية.
عمد الإمام الحسين إلى تعريف الناس بأسباب خروجه ليعرف الجميع أنه خرج للإصلاح وإعادة الأمة الإسلامية إلى طريقها فكان أول ما قال: «إني ما خرجت أشراً، ولا بطراً، ولا مفسداً، ولا ظالماً؛ إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر». لقد رأى الإمام الحسين أن الأمة بدأت تسير بسيرة غير صحيحة، وغير سليمة، تسير بسيرة الأمويين، طريقة تَحيى بها الجاهلية الأولى، لذا كان حريصا على توضيح أسباب خروجه، فكان آخر ما قاله أيضا: «ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه، فليرغب المؤمن في لقاء ربه محقا، فإني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما».
وبين الثورة والشهادة، قيم ومبادئ كثيرة، ركز عليها الإمام الحسين وأولاها اهتماما خاصا هو وجميع أنصاره وأهل بيته. لقد خرج الحسين لحفظ حقوق الإنسان، حفظها بدمه الزاكي ودماء أنصاره، فبقي ذكره في الخالدين.