مدرسة علية
مدرسة علية
ما إن نذكر الأم إلا ويقفز في ذاكرتنا بيت أحمد شوقي:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق
ودلاليا نستحضر الكلمتين الأوليتن «الأم مدرسة» ولا نلتفت لما بعدها
فكما أن هناك مبان سميت مدارس ولكنها خالية من أهم المقومات العلمية التربوية فكذلك هناك أمهات لم ينلن حظهن من الإعداد والتهيأة لهذا الدور العظيم.
ومن أهم المؤشرات التي تبين قوة هذه المدرسة من ضعفها كمالها أو نقصها تلك المخرجات التي تدفع بها في ساحات المجتمع من أبناء وبنات.
وجدير بنا أن نقف على تلك النساء اللواتي تركن بصمة واضحة في مجتمعهن كوقوفنا على رجالات مجتمعنا مثلا بمثل..
نحن هنا أمام مدرسة متشبعة بالوعي إذا ما قارناها بأمهات جيلها قبل أكثر من نصف قرن، بل أكثر من ستة عقود إلى أن اختارها الله تعالى. نحن أمام جناب الفاضلة علية محمد عقيل «أم السيد عدنان الشخص». التي استمرت في ممارسة دورها وهي في عقدها التاسع بحيوية وعنفوان قل نظيره.
امرأة تربت في عائلة نجيبة عُرفت بالتدين والخلق الرفيع والسمعة الطيبة الوجاهة الواسعة في إحدى بلدان الجنوب اللبناني
انتقلت من طهر إلى طهر ومن وجاهة دين إلى وجاهة دين وعلم وأدب أوضح من أن تنكر حيث بيت جناب السيد عبدالرضا بن آية الله السيد باقر الشخص، ذلك البيت الذي أنهكت أعتابه أقدام الواف ين والزائرين من علماء وأدباء ومؤمنين.
امتزجت تلك الأسرتين النجيبتين لتنتج ذلك العرين الذي لم يعرف إلا النجابة والكرم ولم يحتفي إلا بالعلم والأدب.
تلك المرأة التي عشقت القرآن وصاحبته منذ نعومة أظفارها قراءة واستماعا وتدبرا كممارسة يومية لم تنفك عنها حتى توفاها الله تعالى.
دعوني أتقمص معكم شخصية بعض أشبالها «جناب الدكتور السيد عدنان الشخص، والأديب السيد هاشم الشخص وبقية كأني بهذين الشبلين وبقية أبنائها السيد علي والسيد محمد والسيد باقر
والسيد صادق والسيد حسين
وبناتها النجيبات» يصغون لتلك الأم وهي تحكي لهم ما استوعبته من مفاهيم وقصص قرآنية بلغة مشبعة بالعاطفة والحزم..
وتلك سمة بارزة أستشفها مما تناهى إليّ من سيرة هذه المرأة الفاضلة، إضافة إلى حضور أجواء الحوار في أفياء تلك الأسرة الفاضلة والتلاقي الودي البديع في ظل الاختلاف واستقلال شخصية كل واحد من عناصرها.. ما كان لذلك ليكون ما لم ترعاه أم رؤوم استوعبت دورها وأخلصت له.
لقد كانت شخصية قوية من العسير استسلامها لغير ما اقتنعت به، أو تنازلها عما تعودت عليه من برامج روحي من تلاوة وذكر ودعاء وتتبع للمستحبات اليومية ورعاية للأشهر والمناسبات المقدسة.
أما عن علاقتها بالثقل الأصغر أهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله عليهم فهنا يتألق العشق العظيم لذلك التجلي والكمال.
امرأة إذا ما قارناها بنساء جيلها فهي متجاوزة بمراحل وعيا وثقافة وجدية واهتماما وتمسكا بقيمها ووفاء لوجهة بوصلتها التي كانت على بينة من أمرها.
رحمك الله يا أم عدنان وحشرك في زمرة ساداتك الطاهرين محمد وآله المنتجبين.