فيلم « للحياة بقية » دراما تبعث الحياة وتغرس القيم في المجتمع
فيلم « للحياة بقية »، فيلم بلغة درامية يبعث الحياة في المتلقي بكل ألوانه وأشكاله، ويغرس القيم الأخلاقية والإنسانية في العلاقات الاجتماعية. إنه وفي بضع من الوقت استطاع الفيلم أن يسلط الضوء على عدد من المشكلات الاجتماعية بلغة إيحائية أرادها أن تكون بمثابة غربلة في عقلية المتلقي. الفيلم يمثل دراما نوعية ثقافية اجتماعية، المجتمع بحاجة ملحة لها بدرجة أولى.
لا يسعك وأن تتابع « للحياة بقية »، إلا أن تنغرس في وجدانيًا وثقافيًا، في لتدخل عنوة في التفائل والرغبة الجارفة تعتريك، ابتهاجًا يفوق الابتهاج. يأخذنا إلى ظاهرة الترف الشبابي بداية، وكيفة ضياع الوقت في استهجان هذا الإسراف دون الاستفادة منه، ليعرج بنا ناحية استغلال الآخر بلا أدلجة العلاقات الإنسانية في المعطيات الاجتماعية، كسلوك اجتماعي من خلال ظاهرة « القرض المادي»، ليؤكد استغلال الآخر وقت الحاجة و« حقرانه »، وقت تسديد التزامه المادي. إن ضياع الوقت تمثل مشكلة لدى الفئة الشابة من مكونات المجتمع، حيث أنهم يمثلون الطاقة الحيوية في رقي المجتمعات، وهذه ثقافة تتبناها كل الجهات التي تسعى للإنجازات بمختلف أجوائها الحياتية من منظور عملي لا « استحمار ثقافي اجتماعي »، كذلك مشكلة « القرض »، التي لا يشك فيها أحد ما، بأنها معضلة يعيشها الكثير من الناس، مما تؤدي إلى إفساط العلاقات الاجتماعية بينهم، ناهيك عن توترها في البيئة الأسرية - يكفي التمعن قليلاً في ذلك، لتضع إشارة صح، وتقول محركًا هامتك حقيقة لا مفر لإنكارها.
إنه ومن الزاوية الفنية والإخراجية إن حالفنا التحليل تواضعًا بعيدًا كل البعد عن - المجاملة المسرفة -، يحق القول بأن الأداء الدرامي للممثلين فيه، جاء نوعيًا بنسبة كبيرة، لتشعر بعدم التكلف في الأداء إلا ما ندر، كذلك في الناحية الإخراجية، لتبصر عيناك، كم لهذا الفيلم من روعة بصرية أجاد القائمون عليه تصويرًا وإخراجًا، لتقف مذهولاً، كيف استطاعت هذه الثلة من خلال طموحها وعزمها وفكرها، ومن خلال معرفتي البسيطة بهم، أنهم مكسب نوعي لأي جماعة تتبناهم وتدعمه وترعاهم، ليكون لها شرف المشاركة في ما ينجزونه من أعمال درامية، تخدم المجتمع ككل، بلغتها البصرية الأنيقة فعلاً أمام عرض سينمائي. نجزم بكل ثقة أن جماعة « سينما القديح »، إن توفر لها « السيناريو »، القوي، فإنها ستبدع في ترجمته الدرامية، لما تمتلكه هذه المجموعة من عناصر تكفل هذا الجزم.
و ختامًا وليس بختام، كلي فخر واعتزاز، أن تكون بلدتي القديح، فيها أمثال هؤلاء الزمرة الشبابية، لأنحني لهم، وأقبل جبينهم، ليس من باب « التلميع والتطبيل ». فإن ما نراه ويراه الجميع، ليشعر ويجزم معنا في هذا الفخر والاعتزاز. نعم، أنتم كما قلتها لكم مستقبلاً استمروا، فإن لكم شأنًا في الوسط الدرامي المفعم بالثقافة والرؤية، فقط استمروا.