قلب القطيف يحتضن مساجد السنة
تحتضن مدينة القطيف الأم أكثر من خمسة مساجد ومصليات لأهل السنة، ومن المفارقات الغريبة أن أكبر مسجد في هذه المدينة يعود للإخوة السنة اللذين يمثلون 0% من مجموع مواطني المدينة، والأغرب من ذلك هو وجود أحد تلك المساجد في حي لا يقطنه غير الشيعة سواء من المواطنين أو المقيميين، هذا الأمر لم يمثل ولن يمثل مصدر قلق ابداً للمدينة لأن ابناءها اللذين ينتمون للطائفة الشيعية يؤمنون بثقافة الإختلاف ولديهم روح التعايش مع من يختلف معهم سواء في الدين أو المذهب أو العادات والتقاليد فالتركيبة البنيوية والثقافية لأبناء المدينة تؤمن بأن ثقافة الإختلاف يجب أن تكون طريقاً الى الألفة والمحبة والتعاون والوحدة ولم تتبن يوماً من الأيام منهج التصادم مع الآخر رغم أن المجتمع يفتخر بأنه مجتمع محافظ على قيمه وعاداته وتقاليده المستمده من الدين الإسلامي ويفخر أبناء هذه المنطقة بتعايشهم السلمي مع إخوانهم السنة في بعض مناطق القطيف التي امتزجت فيها بعض الأحياء السنية بالأحياء الشيعية ولم تعد تعرف هذا البيت يعود لمن وهذه الحالة الموجودة في مدينة القطيف ليست حالة فريدة أو شاذة مقارنة بباقي المدن التي تسكنها غالبية من أبناء الشيعة في المملكة، فالشيعة سواء في القطيف أو الأحساء او المدينة المنورة او غيرها من المناطق لم يسجل التاريخ لهم ابداً تجاوز على مخالفيهم.
ما أريد أن أقوله بعد هذه المقدمة الطويلة إن مما يؤسف له تواترالأخبار القادمة من مدينة الخبر حول اغلاق مصليات الشيعة هناك مما دفع الكثير منهم لاتخاذ منازلهم كمصليات بديلة أو مؤقته بل وصل الأمر لاستدعاء أصحاب تلك المنازل لمنعهم ايضا من اقامة الصلاة فيها مما جعل البعض يهدد باقامة الصلاة في الشوارع العامة.
إن التجاوزعلى المساجد والمصليات الشيعية في الخبر أمر محزن جداً واستمراره قد يخلق أجواء لثقافة مقيته عند بعض ضعفاء النفوس مما يخل بالتعايش السلمي في المنطقة خاصة وأن المعنيين لم يقدموا لحد الآن أي سبب لكل هذه التصرفات مما يضعها في خانة التضييق الغير مبرر على الشيعة، فمساجد الشيعة لم تكن يوما من الأيام منبراً للتحريض أو الدعوة للعنف أو لمقت مخالفيهم أو لنشر ثقافة الاحزمة الناسفة.