|
|
الحديث عن الصدِّيقة الكبرى فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين (عليها السلام) صعب مستصعب لا يدركه أحد إلا الله ومن عرَّفه الله ذلك وهم النبي وأهل بيته (عليهم السلام).
وكيف يتأتىَّ لأمثالنا الحديث عن فاطمة وهي من دارت على معرفتها القرون الأولى، وهي قطب دائرة الإمكان ومحور البيت النبوي، وهي العّلة الغائيّة للخلق والكون بأسره، وقد أشار إلى ذلك الحديث الشريف (ماخلقتُ سماءاً مبنية ...إلا لأجل هؤلاء الخمسة) وفي حديث قدسي آخر (لولاك (النبي ) ما خلقتُ الأفلاك ولولا علي لما خلّقتُك ولولا فاطمة لما خلقُتكما).
ولقد حاول البلغاء والأدباء والمتكلمون على مر التاريخ إدراك بعض معانيها ، ووصف بعض حالاتها فعجزت عن ذلك ألسنتُهم ، وكلّت عن بلوغ وصفها أقلامهُم ، وقَصُرت عن الحديث عنها كلماتهم ، فانقلبوا بغرفة من المحيط الواسع ، وأنّى يحيط القاصرون بعقولهم المحدودة إدراك المعاني السامية التي إحتوتها فاطمة (عليها السلام) وإنما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها .
سماحة العلامة الشيخ
عبداللطيف الشبيب (قدس سره)