عبثاً أهيم أظن اني مغرمُ

عبثاً أهيم أظن اني مغرمُ
ولكل دانٍ لي أَبُث وأعلمُ

ولصدري المكتَظُّ زفرةُ والهٍ 
تُنبي عن العِشقِ الذي لا يُكتَمُ 

ولِطَرفِيَ المُرتَد ضَوءٌ لا يُرِي
إلا مَلامِحِها التي لا تُرسَمُ 

وشُغلت عن نَظمِ الحروفِ وهالَنِي
حُسنٌ لِسبكِ قصيدةٍ لا تُنظَمُ

فَرأيتُ ما دُونَ الحقيقةِ مُنكَراً
عَبَثٌ بِغيرِ مَحلِّهِ مُتَوَهَّمُ

 لكِنَّهُ ساحُ العَشيقِ نَزَلتُهُ
وبِساحِهِ كلُّ الحلالِ مُحرَّمُ

حتى رأيتُ رؤاي حتمٌ واقعٌ
وظَننتُ أَنِّي دُونَ غَيريَ مُلهَمُ 

أَلَمٌ يَشُقُّ ضَناً ويُسكِنُ غَيرَهُ
حتَّى اتَّهمتُ فُؤادَ مَن يَتَألَّمُ

للهِ أربابُ الغرامِ وإنَّهُ
نارٌ بغير مُريدها لا تُضرَمُ 

لا تحسَبِ الناجينَ أحياً إنما ال
حيُّ الذي من نارها لا يَسلَمُ 

فكأنهم والنار يَصلَوا بَعضَهُم
وكأنَّهُم لا يَسأَمُونَ وتَسأَمُ

أعرضتُ عن أهلِ الغرامِ وخِلتُهُم 
قَصُروا وَضَلُّوا عن هوىً لا يُفهَمُ 

وزعمتُ أَني دُون بَوحِي قادرٌ
وَالصَّمتُ أحفَظُ إن أَضاعَ تَكَلُّمُ   

 


منصور يحيى
12 يونيو  2022 م