معارض الكتب ثقافة أم تسلية؟

كما تستمتع بقراءة الكتب كذلك تستمتع بالكتابة عنها سواء بالكتابة عن المستجدات من العناوين أو البيع والشراء أو ما يطبع من الجديد.

أو التسويق لها أو بالكتابة عن أخبارها ولاسيما بما يتعلق بمعارض الكتب فقد كتبنا سابقاً «معرض الكتاب وأحاديث الواتساب» ونعود لنكتب هذه المرة أيضاً في نفس الموضوع ولكن في جنبة أخرى لا تقل في الأهمية عن الأولى.

وقبل الخوض في الموضوع لابد من الحديث وبيان شيئاً يسيراً من أهمية الكتاب الورقي على وجه الخصوص وأنه كان ولا يزال يتربع ويتصدر المشهد الثقافي لمن أراد القراءة والبحث والاطلاع وأنه لا زال ومستمر يسجل حضوره اللافت عند القراء والباحثين الذين لا يبغون عنه بديلاً ولا يرمون عنه حولاً.

فمن النادر أن تجد باحث يريد أن يؤلف كتاباً يرجع إلى الكتاب المسموع أو الممغنط أو مسميات الكتب الحديثة والجديدة بل لابد له من الرجوع إلى الكتب الورقية والبحث عنه وفيه حتى يطمئن قلبه ويسكن خاطره.

ونرجع لنقول كما قلنا تكراراً ومراراً لا يزال الكتاب الورقي قوياً في حضوره على مستوى الأفراد والجماعات بل وحتى الدول ولذلك لا تزال الدول تقيم معارض الكتب وهو ما سنكتب عنه في السطور القادمة. ونبقى مع معارض الكتب، فبالرغم من أهمية الكتاب الورقي كما أسلفنا إلا أنه وللأسف البعض لا يدرك هذه الأهمية ولو نؤاخذ أحداً على ذلك فأول ما نؤاخذ هم أهل الكتب أنفسهم وأهل الثقافة كما يحلو للبعض أن يطلقون على أنفسهم.

فيأخذك الاستغراب أو ربما تتعجب عندما تقول للبعض منهم تعال لنذهب إلى معرض الكتاب أو تسأله هل ستذهب إلى المعرض؟!، فيكون الرد غريباً فيقول لك أنا لا أقرأ الكتب ولا اشتري كتباً، كيف وأنت مثقف وصورتك تتصدر الصحف ومواقع التواصل الثقافي؟

فيقول بلسان طلق لا خاشٍ ولا مستحٍ أنا أذهب للفرجة والتسلية والتعارف فقط.

فلم يعد المعرض مقتصر على أهله من أهل الثقافة والأدب فيذهب كل من هبّ ودبّ كما يقولون للفرجة والترفيه، ففي هذه السنة كان ذهابي للمعرض كما المرة السابقة في حافلة «قروب سياحي» وكان أكثر الركاب الذاهبون أعمارهم ربما لا تتجاوز العشرون عاماً وإذا بأحدهم يخاطب الآخر، هل ستشتري كتباً فيرد عليه، ربما؟!

ذاهب إلى معرض الكتاب ولا يعلم هل سيشتري كتباً أم لا؟

فقد يتساوى مَن يرى نفسه مثقفاً بهؤلاء الذين يعتبرون معارض الكتب مجرد مكان للتسلية والنزهة.

والكلام أنه يجب على المثقف القارئ المطلع أن يعطي مثل هذه المعارض أهميتها في الوقت والفكر حتى ترتقي بنا إلى مصاف المثقفين الحقيقيين الذين قدموا ولا يزالون يقدمون رسالتهم الحقة في الحياة العلمية والعملية لأنفسهم ولمجتمعاتهم ولأوطانهم.