ألسن بلا فلاتر
نعيش في هذه الدنيا، ونواجه أشياء كثيرة في حياتنا الإجتماعية، منها ما هو مثير للغاية، ومنها الحسن ومنها السيء، ومنها الثمين والرخيص.
إن ما تسمى ”زلة لسان“ من شخص ما، قد تكون سبباً في هلاكه والعياذ بالله ”مقتل الرجل بين فكيه“ أي في لسانه، وإن ما يفيض به العقل يجر به اللسان، فاللبيب عليه أن ينظر إلى لسانه، فاللسان حقيقة لا يختلف أثنان، على ما فُسر عنه قولاً وفعلاً ”اللسان مراية العقل“ وإن عملية التفكير لدى البشر تنظم عبر الدماغ ”العقل“ فالإدراك الحسي والنطق وغيرهما من الحواس جميعها مرتبطةً، وإن خواء العقل لا قدر الله، ينتج عنه فساداً للأخلاق والقيم، فيجلب المشاكل والدمار لصاحبه.
إذا تحدث الإنسان فهو مسؤول عما يخرج من لسانه، وكما عُبر عن ”اللسان“ هو الآله الناقلة من العقل والقلب، فإن كانا صالحين صلح ما خرج منهما، وإن الإسلام أهتم ودعا إلى حفظ اللسان، وإن أعظم الكبائر والذنوب عند الله سبحانه وتعالى، ما تحمله القلوب عند البشر وما تحمله الألسن، من الكراهية والشحناء والنميمية والسب والكذب وقذف أعراض الناس، قال الرسول الكريم ”لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه“ وقال ”وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم“.
نسأل الله العلي القدير أن يحفظ مجتمعنا، ويجعل في قلوبنا المحبة والإحترام لبعضنا البعض، وأن يجمعنا ولا يفرقنا، ويجعل في عقولنا التفكير السليم والحفاظ على علاقاتنا الأسرية والإجتماعية وكل ما يجمعنا من العلاقات الطيبة من أواصر القرابة، والصداقة، والأخوة، وأن لا يجعل في أنفسنا سبباً واحداً، لزلة لسان تخرج من أفواهنا، تفرقنا وتجعل العداوة بيننا، وتكون لنا شقاء في الدنيا وعذاب في الأخرة لا سمح الله.