رثاء في حضن السماء
بعينِ اللهِ ما أضْنَى وراعَا
وما نَسِيَ الجزاءَ ولا أضاعَا
ولطفُ اللهِ ما أعياهُ دَرْبٌ
وجوهُ الخَلْقِ تَلبَسُهُ قِناعَا
فلا عُدِمَتْ لأمرِ اللهِ ذاتٌ
تَراخَصَتِ الأناملَ والذِّراعَا
وأيْمُ اللهِ للرَّحمنِ سِرٌّ
يخصُّ بهِ شَمائلَ مَنْ أطاعَا
وشَتَّانَ امرؤٌ أضناهُ رزقٌ
ومَنْ في اللهِ حينَ شرى وباعَا
وقد مُلِئَتْ بحبِّ الآلِ حتّى
تشرَّبَتِ المَفَاصِلَ والنُّخاعَا
تُواسِي الدَّهرَ آلَ بني عليٍّ
تطوفُ بهِ الأماكنَ والبِقاعَا
وأزكى الناسِ يُؤلَفُ حينَ يُلقَى
ويَأنَسُ خاطرٌ منهُ السَّماعَا
فترفلُ في رضا الرَّحمنِ عيشاً
وتَسْدِلُ منهُ في الأخرى لِفاعَا
أيا أمَّ الجميعِ وحقَّ قولٌ
تضيقُ بهِ ضمائرُنا اتساعَا
لقد أديتِ ما أديتِ حبّاً
ولا عَرَفَتْ فضائلُكِ الرِّقَاعَا
وبيْتٌ كنتِ أنتِ بهِ ضياءً
فقدْ أَمِنَ التَّفَرُّقَ والضّياعَا
فلا غرَبتْ بِذاكَ البيتِ شمسٌ
وقد كنتِ لِمَرْكبِهِ الشِّراعَا
فما لَبِثَتْ ليالِي العمرِ حتى
تَقَاصَرَ سَعدُها وخَبَتْ سِراعَا
فلا سَعدٌ يدومُ ولا شقاءٌ
وكلُّ تواصلٍ يَلْقَى انقطاعَا
وقد فُجِعَتْ لِفَقْدِكِ كلُّ عينٍ
رأتْ فيكِ الذي سَمِعَتْ وَشَاعَا
وحُقَّ لكلِّ دامعةٍ رأَتْها
على بَرْدِ الرُّخامِ بكتْ بُعاعَا
أيا للهِ قلبُكَ حينَ أبدَى
تبايُنَهُ وأردفَها تِباعَا
تُطَبِّعُهُ التجلُّدَ حيث يرنو
فإنْ وافى القضاءُ جَرَتْ طِباعَا
ودمعُ المرءِ يا أمَّاهُ سِرٌّ
أباحَ لهُ التَّفرُّقَ أنْ يُذاعَا
وعنْ شَفْرِ اللُّحُودِ تَصُدُّ عينٌ
مُجالِدَةً وتسترقُ الوداعَا
سلامٌ مِلْءَ ما أعطيتِ جوداً
وما في الله أديتِ انصياعَا
وما بلغَتْ أيادي اللهِ لُطفاً
وما مُدَّتْ يدٌ تُعطي الجياعَا
وحقُّ بنيكِ أنَّكِ خيرُ أُمٍّ
لِبَذْلِ الوسْعِ لم تُبقِي متاعَا
وما رَجْماً أُبثُّ هوىً وإنِّي
منَ الوِجْدانِ أقتبِسُ اليَراعَا
في رثاء عمتي العزيزة أم أمين رحمها الله بواسع رحمته وأسكنها فسيح جنانه وألحقها بمواليها وأجدادها محمد وآله الطيبين الطاهرين.
✏️منصور يحيى
1446/7/19
2025/1/19