الحماية الزائدة منهج مدمر لشخصية الطفل

إنّ حبَّ الوالدين لأطفالهم غريزة أودعها في قلب كل أب وأم.، فهما ينشدان الصّلاح لأبنائهم، جاء عن النبي الأعظم محمداً ««كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ»

كما أنهم الزينة التي تهب الدنيا الجمال وتعطيها شكلًا وحلاوة، قال تعالى في جليل خطابه «المالُ والبَنُونُ زِينةُ الحياةِ الدنيا».

ونعمةُ النعمةِ؛ أن تكسبا أيها الأبوان ولدًا صالحاً تقر به العين، ويأنس به القلب.

يرتكبُ بعضُ الآباء أو الأمهات أخطاءً فادحة باتباعهم أساليب مدمرة في التربية تترك آثاراً سلبية على شخصيات وسلوك أبنائهم.

أحد هذه الأساليب هو الحماية الزائدة.

ماذا نعني بالحماية الزائدة؟ وما مظاهرها؟

ما آثار الحماية الزائدة على شخصيات الأبناء؟

إثارات جديرة بالتأمل فيها ومعرفة كوامنها

يعرّف الدكتور صالح عبدالكريم المستشار النفسي والتربوي في كتابه «فن تربية الأبناء» الحماية الزائدة بقولة: « قيام الوالدين بمسؤوليات الطفل نيابة عنه، والتدخل في كل شؤونه، وعدم إعطاءه فرصة للتصرف في أموره بنفسه »

أبرز أشكال ومظاهر الحماية الزائدة:

١» الخوف الزائد على الأطفال من أبسط الأمور.

٢» وضع نظام صارم في المأكل والملبس والنوم والخروج.

٣» إرغام الطفل على ارتداء الكثير من الملابس للوقايه من الأمراض.

٤» تناول أنواع معينة من الطعام.

٥» منع الطفل من اللعب كي لا يقع.

٦» حل الواجبات المدرسية عن الطفل حتى لا يرهق عقله بالتفكير أو التعب.

٧» الإجابة على الأسئلة الموجه للطفل بدلاً عنه.

بعد أن تعرفنا على المفهوم العام للحماية الزائدة وأبرز مظاهرها؛ حري بنا أن نتطرق لأبرز النتائج والآثار لهذا الأسلوب التربوي المدمر.

١» عدم قدرة الطفل على تحمل المسؤولية؛ لأنّ الوالدين لم يتيحا له فرصة التدريب على تحمل المسؤولية.

٢» غياب الطفل عن الإبداع؛ لعدم أخذه الفرصة في اكتشاف ذاته ومواهبه.

٣» ضعف الثقة بالنفس.

٤» الخوف والجبن. حيث إنّ عدوى خوف الوالدين تنتقل إليه.

٥» قد تضطرب العلاقة بين الأب والأم إذا كان من يمارس هذا الأسلوب أحدهما وليس كليهما.

في الختام نقول لكل أب وأم: إن طوق الحماية الزائد الذي يفرض على الأطفال ماهو إلا بداية لفشل مستقبلي رسمناه بأيدينا لفلذات أكبادنا.

ختاماً ينبغي على الوالدين أن يؤمنا بقدرات أطفالهم على التعلم بطريقة التجربة والخطأ، ويمنحانهم فرصاً لاتخاذ قرارات في حياتهم، وأن يأخذا آرائهم قبل فعل أي شيء يخصهم بدلاً من التصرف نيابة عنهم ودون علمهم.