الانعكاسات السلبية على سلوك الأطفال في بيئة الخلافات بين الزوجين
- موضوع في غاية الأهمية، وواقع مؤلم يُعانيه الأطفال ضحايا الخلافات بين الزوجين.
ولتسليط الضوء أكثر على الموضوع، سنتناول الحديث في هذا المقال عدّة نقاط نُدرك الهدف منها، وهو تقديم المفيد والنافع للقارئ الكريم.
تُعدّ الأسرة النواة الأولى والعنصر الأهم في بناء المجتمع، حيث تلعب دورًا حيويًا في تنشئة الأفراد وتشكيل شخصياتهم. فمن خلال بيئة أسرية إيجابية، يمكن للأسر أن تُسهم بشكل فاعل في بناء أفراد قادرين على مواجهة تحديات الحياة والمساهمة في تطور المجتمع.
بعد هذه المقدمة عن مكانة الأسرة ودورها الجوهري في بناء الطفل وتشكيل شخصيته، دعونا نستعرض الانعكاسات السلبية المحتملة على سلوك الأطفال في الأسر التي تسود فيها الخلافات.
أبرز الانعكاسات السلبية على الأطفال في البيئة الأسرية الطاردة:
1. اضطرابات نفسية: تتمثل في القلق والاكتئاب نتيجة التوتر المستمر وفقدان الطفل لإحدى أهم احتياجاته، وهي الحاجة إلى الأمن والأمان والاستقرار.
2. سلوكيات عدوانية: يُظهرها الأطفال كوسيلة للتعبير عن مشاعرهم المكبوتة، كالضرب دون سبب، والاعتداء على ممتلكات الغير.
3. تدنّي مستوى الأداء الأكاديمي: تُؤثر الضغوط النفسية التي يتعرّض لها الطفل على تركيزه وتحصيله الدراسي، مما يؤدي إلى تراجع في النتائج والتحصيل العلمي.
4. صعوبات في بناء العلاقات الاجتماعية: يفتقر الأطفال ضحايا البيئة الطاردة في الغالب إلى المهارات اللازمة لتكوين علاقات صحية مع أقرانهم.
5. اضطرابات سلوكية: يُظهر الأطفال الذين يعيشون في أجواء الخلافات بين الأهل توترًا وقلقًا مستمرين، فيلجؤون إلى بعض السلوكيات غير المرغوبة كالسرقة والكذب كوسائل للتعبير عن مشاعرهم.
نصائح للزوجين:
يمكن للزوجين التعامل مع الأطفال الذين يشهدون الخلافات بطرق إيجابية تُعزّز من شعورهم بالأمان والاستقرار، على سبيل المثال:
1. حدّث طفلك أن الخلافات تحدث أحيانًا، وأنها جزء طبيعي من العلاقات الأسرية.
2. طمئِن طفلك أن الحب والعلاقة بين الأهل لا تتغيّر بسبب الخلافات.
3. شجّع طفلك على التعبير عن مشاعره، وقدّم له الدعم العاطفي اللازم.
4. قدّم لطفلك نماذج إيجابية في حلّ الخلافات بطريقة بنّاءة، بتدريبه على الحوار الإيجابي.
5. احرص على الحدّ من الخلافات أمام الأطفال قدر المستطاع؛ فالتقليل من الانفعالات السلبية في وجودهم يُعدّ أمرًا بالغ الأهمية.
ختامًا:
إنّ الخلافات داخل البيت الواحد ليست مجرد مشكلات عابرة، بل تؤثر بشكل عميق على سلوك الأطفال ونفسيّاتهم. ومن الضروري أن تسعى الأسر إلى إيجاد تربية إيجابية، وتوفير بيئة آمنة لأبنائها. قال مولانا الإمام الصادق : «أكرِموا أولادَكم وأحسِنوا أدبَهم يُغفَرْ لكم».