باختصار شديد «الذوق العام»
للأسف الشديد ونحن نعيش زمن التطور والنضج الفكري والتواصل المعلوماتي الثقافي والتقني بجميع فئاته وتعدده، ومع حرصنا في تجنب ما قد يسبب الإحراج وجرح مشاعر الآخرين بكلمة واحدة أو بكتابة أو حتى إشارة قد تسبب مضايقة أو أذى كبير لا سمح الله، الا اننا والتأكيد ليس العموم قد تفوته أحيانآ ومن دون قصد مراعاة «الذوق العام» هذه الكلمة العظيمة التي تحمل الصفات الجميلة بقواعد السلوك وادابه الراقية والتي في طياتها فن التعامل وفن التصرف الراقي والجميل والعديد من الخصال الحميدة التي حرص ديننا الإسلامي عليها كما حرصت على إلامتثال بها كل القيم والمبادئ الإنسانية السمحة بجميع الأديان السماوية المنزلة من الله سبحانه وتعالى، ولكي لا يتحول التهاون وعدم الإهتمام بهذه الخاصية المتميزة، إلى ظاهرة إجتماعية غير سليمة تفقد المجتمعات ترابط ومودة أفرادها لبعضهم البعض، ولتسود قيم التفاهم والإحترام والتسامح بينهم وقبول الرأي والرأي الآخر من دون كلفة.
فانعدام الذوق العام ولغة الحوار الراقي وخاصة في ظل الظروف الصعبة والقاسية التي تمر بها المجتمعات، تعكس صورة سلبية للغاية وتخلق ملابسات قد توصل أصحابها إلى نظرة غير محببة ولفت أنظار مشوشة وضنون ليست مرغوبة لا قدر الله، وإلى صراع من الجدل لا فائدة منه وليس محقق الهدف المرجو بوجهه الصحيح والفعال.
من هنا علينا كامل المسؤولية الأخلاقية والأدبية اتجاه مجتمعنا وان نفكر جدياً في تحسين الأداء وان نتناول الحديث والكتابة بشفافية نقية ومخلصة، وليس من العيب أو الخجل أن نعترف باخطائنا وتقصيرنا وان نتقبل كل ما يطرح من أفكار تفيد المجتمع ونتقبل اي انتقاد بناء بروح رياضية وبسعة صدر رحبة، وهو واجب علينا لضمان الارتقاء بما نقوله وبما نكتبه وبأسلوب حضاري متزن يراعي في جوانبه تلك الكلمة الجميلة والرائعة التي تحمل صفة الكمال والتواضع النبيل «الذوق العام».