عاجل...

نحتاج إلى عملية تبرع لضخ دماء جديدة لأنعاش الناحية الإنسانية في نفوسنا نحن قلب مكان ما الذي بات يفتقر إلى روح المبادرة والتطوع في مختلف المجالات فشريان العطاء يكاد أن ينضب ويقل، لا نقول توقف حتى لا نشعر بمأساة إنسانية وحالة مرضية خطيره.

حيث اصبحت عملية الضخ ضعيفه مما أدى إلى انخفاض في عدد دقات القلب وهذا مؤشر يوحي بوجود حالة مرضية يمكن أن تتطور لتحدث خلل اجتماعي. كوننا مجتمع واحد كالجسد الواحد نأثر ونتأثر، لذلك إذا حدث خلل أو نقص في أي جانب فإن هذا يؤثر فينا سواء من قريب أو بعيد.

فالخير يخص والشر يعم قال الله تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ فصلت /46.

وإن كان ذلك ليس قاعدة تطبق على الكل ففي مثل هذه الحاله، الخير يعم وايضا الشر يعم فالعطاء يعم والنقص والخلل يؤثر في بنية النسيج الاجتماعي الذي يمثل كل فرد فيه خيط من خيوطه وعنصر تكامل يكمل مجاميعه البنائية.

لذا نلتمس من جميع النفوس المعطاة المحبة للخير الوقوف لدعم جميع المجالات الإنسانية كلا حسب استطاعته من خبرات وتجارب ومبادرات وتطوعات معنوية ومادية بمختلف التخصصات وعلى جميع الأصعدة ومن مختلف الشرائح المجتمعية سواء كنا موظفين أو عمال أو ربات بيوت. بحيث يكون هناك ولاء مؤسسي وانتماء للجماعة والمحيط الاجتماعي الذي نحن جزء منه.

فعزوف العطاء وانحسار الرؤية أمام الاحتياجات المجتمعية بات واقعا يشعرنا بالمسؤولية أمام مجتمعاتنا لذلك لابد من العمل على نشر ثقافة المبادرة والاقبال على خدمة المجتمع بدوافع انسانية بحثه، كذلك تسليط الضوء على النماذج الحية من المبادرات من واقع المجتمع، لتكن مثال يحتذى به.

أيضا ادراج صور لمبادرات اثرت في المجتمع وكانت مردوداتها ذات قيمة عالية واحدثت نقلات نوعية في مجال الخدمة الاجتماعية. وإن المبادرة التطوعية لا تعني الانضمام لجماعة أوجهة معينة فقط، أو تكون مرتبطة بموسم معين من أيام السنه.

المبادرة عطاء إنساني ليس له حدود معين أو زمن معين فمبادرة العطاء التطوعي هي اشباع جانب إنساني موجود داخل كلا منا، يحتاج إلى عملية انماء ودفع وتوجيه إلى الاتجاهات الصحيحة.

لذلك لابد من غرس روح المبادرة في أطفالنا منذ الصغر مثال بسيط الصدقة مبادرة ذاتية نقوم بها من منطلق إنساني وايضا من باب تحمل المسؤولية تجاه فئة معينة في المجتمع وهم الفقراء والمحتاجين فعندما اربي طفلي أو طفلتي على دفع الصدقة من مصروفه اليومي بل واحرص على أن يقوم هو أوهي من يقدم الصدقة للفقير فهذا ينمي عنده روح العطاء والاحساس بالأخرين وإن هناك من يحتاج إلى مساعدته فهذا يربطه بمجتمعه ويحسسه بالانتماء.

تجربة قمت بها مع طالباتي الصغيرات تهدف إلى غرس روح المبادرة والعطاء وربطهن بالمجتمع وتعزيز قيمة البذل وهي الصدقة الأسبوعية من مصروفهن الخاص

صارت كل طالبة يوم الخميس الحصة الأخيرة معلمه الصدقةهن من يذكرني بها وهن من يتنافسن في جمعهامن زميلاتهن. وفي نهاية كل شهر تتولى الطالبة بمعية والدتها ايصال الصدقة إلى الجهات المعنية وهذا يكون دوريا بين الطالبات، كذلك يعزز فيهن الروح القيادية المبادرة.

فالاتجاه إلى المبادرات هي أحدى أهداف رؤية 2030 التي اطلقتها المملكة العربيةالسعودية، من أجل خلق جيل مبدع، واعي مبادر يتحمل المسؤولية، وهذا ما يسعى له الجميع.