مكتباتنا بين الواقع والطموح
المكتبات عالم قائم بذاته كثير مانحنّ إليه بالكتابة حين وبالإطلاع والترحال حيناً آخر. ولذلك كتبت مرات متعددة ومتفرقة عن المكتبات ولكن أحنّ للكتابة عنها من جديد بين الفينة والأخرى لما لها من أهمية على المستوى العلمي والثقافي.
فمنها ما شددنا إليها الرحال وزرناها كمكتبة المتنبي في الدمام والمكتبة التراثية في الرياض ومكتبة دبي في إمارة دبي في الإمارات العربية المتحدة ومنها ما راسلناه وتعاملنا معهم عن بعد كمكتبة الكويت الوطنية ومكتبة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية ومكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض ومكتبات نتمنى زيارتها كمكتبة الحرم المكي والحرم المدني كما نتمنى زيارة أكبر مكتبات العالم وهي مكتبة الكونجرس الأمريكي.
ونقف عند بيت القصيد كما يقال وهو الفائدة المرجوة من هذه المكتبات؛ فالمكتبات العامة في الغالب لازالت تنعم ببعض المرتادين الذين يستفيدون وينعمون وينهلون من نعيم العلم ونميره وإن كان من منطقة إلى منطقة يختلف الوضع في المملكة فقد راسلت أحد الموظفين في إحدى المكتبات العامة فقال لي أن الكتب يعثو عليها الغبار ولا من قراء ولا باحثين، ولكن نعلق لنقول لو خليت خربت فإن المكتبات العامة لا تخلو من رواد لها على أي حال.
هذا حال المكتبات العامة التي تقدم خدماتها بشكل مجاني وتفتح أبوابها دون مقابل فكيف الحال بالمكتبات التجارية ولاسيما في وقتنا الراهن بعد أن أصبحت المكتبات في أقراص ممغنطة تباع بسعر زهيد وأصبحت الكتب الكترونية.
في الواقع أن شعبية الكتاب بدأت تتراجع وبالذات الكتاب الورقي وهذا هو الواقع المعاش وطموحنا أن يبقى الكتاب متماسكاً ذو شعبية مؤثرة وقوية ولاسيما لدى المهتمين من مثقفين وقراء وباحثين وتنشأ المكتبات وتظل بيتاً للكتاب فالمكتبات عندنا شحيحة للأسف إذا ما قورنت بالخدمات والمحلات الأخرى بعكس الدول الأخرى التي زرناها ففي كل طريق أو شارع لا يخلو من مكتبة أو أكثر ولم أقل ذلك من باب المبالغة فحري بنا أن نحذو حذوهم ونسلك طريقهم في الاهتمام بالمكتبات والنهوض بها فهي طريق للعلم وباب للمعرفة.