ثقل يرهق كاهل الإنسان

القيود الوهمية

من قال أن المرأة مقيدة؟!، دائماً نسمع أن النساء متشرنقات بالقيود؟!، تصدق المرأة هذا الحديث فتظن نفسها كذلك، فهل هناك قيود تعرقل حركة المرأة؟!

ليس الحديث على المرأة هنا؛ بل عن القيود، القيود التي تكبل حركتنا وحريتنا، الحقيقة فعلاً أن هناك بعض القيود، حديثنا هنا عن القيود الوهمية التي لا وجود لها، ومع ذلك تخنقها وتقيدنا، ينقل بعضهم قصة حمار لم يجد صاحبه له حبلاً ليربطه، فاوهمه بربط عنقه، وفي الصباح لم يتحرك الحمار لتوهم وجود الحبل!!

البعض يقول: فعلاً هو حمار وسيبقى طول حياته كذلك، ولكننا كثيراً ما نفع في ذات المطب، نتوهم شيئاً لا وجود له، ونقيد حريتنا وحركتنا بمحض إرادتنا، بل نحن مغلوبون على أنفسنا، القيود الوهمية العالقة بنا ولا وجود لها في الأصل، السؤال: كيف نتخلص من تلك القيود الوهمية؟!

أولاً علينا أن نكتشف تلك الأوهام، ثم نتخلص منها، الاكتشاف هو الأمر الأول، هناك مصابين بأمراض نفسية كثيرة: كالوسواس والخوف والقلق، وغيرها كثير، يظن الصحيح فينا سليماً وهو في بدايات مرض نفسي عليه أن يتخلص من جذوره قبل الاستفحال، اتذكر أن أحدهم يخاف من «الدجاج»، حينما يرى دجاجة يهرب منها، لترسخ اعتقاد خاطئ في نفسه أنه في نظر الدجاجة «دودة»، وحين قيل له: لا تخف أنت لست دودة، قال: وما يدري الدجاجة أنني لست كذلك؟!

ما من مرض إلا وله علاج، كذلك الوهم، أحياناً يكرس الواحد فينا أنه شخص غير محظوظ، لهذا يتطبع هذا الإحساس في أعماقه، حتى إذا بلغ ذروة المجد وأمسك بالجوهرة في يده، جاءته مثل الرعدة فتسقط من يده وتتحطم، لماذا تحطمتْ وسقطتْ من يده؟!، سيعيد السمفونية ذاتها: أنا غير محظوظ!!، ولكن الواقع يقول: أنه متشبع بالتشاؤم والاحباط، كرس في نفسه قمامة الأفكار السلبية، التي يتوجب عليه التخلص منها.

البعض منا يعطي نفسه إيحاءات غير صحيحة، بأنه غير قادر على فعل شيء ما، فيساعد الفشل على نفسه، أحدهم بلغ به الزمن مبلغاً كبيراً وهو لديه «فوبيا القيادة»، حينما أراد أن يتعلم وشاهد عصا السيارة ترتعد ولى هارباً، ختم على نفسه أنه ليس قادر، بينما «أم...»، وهي كبيرة في السن تسوق السيارة وتذهب بها حيث تشاء.