اليوم العالمي لحقوق الإنسان ”كرامة وعدالة“
إن الاعتراف بكرامة الأنسان وحقوقه وما يتمتع به الفرد من حرية للتعبير والعقيدة، وما ينبغي أن يملكه من حقوق الإنسان الأساسية بأن يكون متحررا من الظلم والاستبداد والخوف والفزع وهي أساس الحرية والعدل والمساواة في العالم.
أن ما يقوّض تلك الرؤية ويبعدها من المسار التي من أجلها بنيت هو ما تمارسه حتى هذا اليوم بعض الحكومات المتعاقبة من انتهاك صارخ لحقوق البشر، وبممارسة قواتها المزعومة أبشع الصور من العنف المروع غير الانساني وذلك بتخطيها عنوة ومن دون أي رقيب لكل الالتزامات والتعهدات في مجال حقوق الإنسان والتي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة والإعلان عنه بالوثيقة التاريخية الهامة في 15 كانون الأول/ديسمبر 1948 يومآ عالميا لحقوق الإنسان وبموادها العادلة الثلاثون، لعالم يجب أن تسود فيه العدالة وأن يتمتع جميع افراده بالحرية والسلام.
لا شك أن هناك الكثير من التضحيات والإنجازات على المستوى العالمي في هذا الصعيد الواسع والهام ومن أهمه ما تسعى له بعض المنظمات والجمعيات الحقوقية أن يصبح الإنسان قادرا على الاعتماد على نفسه من دون وصايا الآخرين وأن يملك زمام المبادرة والمشاركة الناجحة في البناء والتشييد وصنع القرار وأن يكون متحررا وهو الأهم من أي تبعية وضغوط وأن يمارس حياته بحرية التعبير والعمل ومن دون إخلال في القيم لا سمح الله.
ان هذه المملكة الغالية علينا جميعا تشهد بفضل من الله ثم بالقيادة العادلة والحكيمة نهضة شاملة ورؤية مستقبلية واعدة في بناء الإنسان السعودي، يشار لها بالبنان وتواكب كل الانفتاح والتغيير بما هو مرسوم له بخطى ثابته تحقيقا لتطلعات المواطنين وطموحاتهم المستقبلية. وهي بالمناسبة من أوائل الدول التي وقعت على وثيقة الاعلان العالمي لحقوق الإنسان، إيمانا منها بما يحتويه الإعلان من قيم ومباديء وبنود تحفظ للإنسان كرامته، وتضمن حريته.
أن ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان وما تسطره الأقلام من كلمات جميلة وما يقام له من مناسبات وندوات لدليل على سمو هذا اليوم، كونه يعد تعبيرا عما في النفوس من تقدير وعرفان لتلك الجهود الأممية المبذولة من عشرات السنين لهذا اليوم «اليوم العالمي لحقوق الإنسان» الثمين والذي منحه الله لنا وللإنسانية جمعاء.