صرخة إمتلاك مسكن
صرخات تلوا الأخرى نسمعها بين الفينة والأخرى... صرخةٌ تختلف عن كل الصرخات التي لها وقعٌ خاص في الوجدان والضمير وتترك أثراً عميقاً في القلوب والعقول، صرخةٌ تدمي القلوب وتجيشُ لها المشاعر، يضحكون فنحسبهم قد ملكوا الدنيا الدنية بزخرفها وزبرجها، لا نعلم أن وراء إبتسامتهم أنين وآهات وقهر وبياضُ عين ٍ من الحزنِ وهو كظيم.
أصبحوا يهربون من واقعهم المُر إلى وسادتهم وودوا لو أنهم في غيبوبة لا يفيقون من الحلم الجميل في «إمتلاك مسكن» الذي يأويهم، خائفين من أن يستيقظوا من ذالك الحلم ويروا أن كل شي قد تبدل وتغير من حولهم، ويرون أن حياتهم تحولت إلى تعاسة بين عشية وضحاها، وأن مصيرهم في مهب الريح تضربهم من كل جانب، وفي أزقة الطرقات لا ملجأ ولا مأوى لهم إلا الله سبحانه وتعالى، بسبب أن ولي أمر المسكن التي إستأجروها منه، قد يأمرهم بإخلائها فورا ً بدون سابق إنذار كما حصل مع البعض، أو تلك المساكن البالية الذائبة لعمرها الطويل أو تلك التي بقيت شواهد لهوية حضارتنا وأجدادنا، أو تلك التي ضاقت بأهلها ذرعاً.
عن الصرخة أحدثكم... عن تلك الصرخة «صرخة إمتلاك مسكن / مع إنخفاض عقارات القطيف»، صرخة ٌ أطلقها لمن عذّبته الحياة وتركته تائها وأشابت رأسه من الدين... على أملِ أن تقع في أذن واعية ممن بقي لديه شيء يسير من ضمير حي وقليل من الإنسانية، ويكونوا عونا ً وسندا ً لهم بدلاً من سيوفهم وخناجرهم، في عالمٍ غلاء المعيشة عنوانها الرئيسي والثانوي، مقتنعين بما يجنوه من الربح اليسير من وراء عملياتهم البيعية.
وبموضوعية أحدثكم... عن أرقام صدرت من الهيئة العامة للإحصاء «نشرة إحصاءات المساكن» في المنتصف الأول من عام 2019م، إذ أظهرت نتائج مسح المساكن على النحو التالي: -
1 - إجمالي عدد الشقق المشغولة بأسر سعودية ب «1,610,408» شقة وذلك بنسبة «43,74٪» من إجمالي المساكن المشغولة بأسر سعودية.
2 - إجمالي عدد المنازل الشعبية المشغولة بأسر سعودية ب «664,991» منزل شعبي وذلك بنسبة «18,06٪» من إجمالي المساكن المشغولة بأسر سعودية.
3 - إجمالي عدد الأدوار في المنازل الشعبية المشغولة بأسر سعودية ب «27,203» دور في منزل شعبي وذلك بنسبة «0,74٪» من إجمالي المساكن المشغولة بأسر سعودية.
4 - نسبة المساكن المستأجرة المشغولة بأسر سعودية والتي تقيم بها أثناء زيارة الباحث خلال فترة الإسناد الزمني للمسح بلغ ما نسبته «35,49٪» يقطنها «31,46٪» من إجمالي أفراد الأسر السعودية.
5 - وأوضحت نتائج المسح أن المساكن المشغولة بأسر سعودية والتي أستخدم في بنائها «الحجر» تمثل ما نسبته «0,01٪» يقطنها «0,01٪» من أفراد الأسر السعودية.
6 - وبحسب نوع حيازة المساكن أظهرت النتائج أن نسبة المساكن المملوكة المشغولة بأسر سعودية والتي تقيم بها أثناء زيارة الباحث خلال فترة الإسناد الزمني للمسح، بلغت نسبة المساكن التي تم إنشاؤها بمواد بناء غير مادة المسلح ك «الطين، الحجر، الطوب، والبلك» «53,31٪».
7 - نتائج المسح بحسب العمر التقريبي للمساكن أكدت أن المساكن المشغولة بأسر سعودية التي يتراوح عمرها ما بين «10 إلى 20» سنة بما نسبته «30,98٪»، وأن المساكن المشغولة بأسر سعودية التي كان عمرها أكثر من «20» سنة وأقل من «30» سنة بنسبة «24,61٪».
فيا ترى بعد صرخة الأرقام الرسمية التي توضح وضع الأسر بخصوص المساكن التي يسكنوها، هل سيتوقف هوامير الإحكتار والمضاربة العقارية وتعني محاولة الاستفادة من ندرة الأراضي وعدم التوازن بين العرض والطلب التي تعرفه السوق العقارية لتحقيق أرباح سريعة وعالية وللمضاربة العقارية تأثيرات سلبية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي إذ تؤدي إلى التضخم الإقتصادي كما أن لها تأثير سلبي على مجريات التخطيط العمراني فهي لا تساهم في الدورة الاقتصادية بشكل سليم ، وكذلك على مستوى الفرد في عدم تمكنه من إمتلاك مسكن ملائم.