التعليم عن بعد: الرؤية والتقييم
التميز والإبداع والتفوق العلمي والثقافي وتحقيق النجاح مع الحصول على الدرجات العالية، جميعها سمات جميلة يمتاز بها أبناؤنا الطلبة وبناتنا الطالبات من جميع الأعمار والمستويات الدراسية من الصفوف الأولية حتى الثانوية ومتواصلين مع هذه الأنجازات المشرفة حتى الدراسات العليا المختلفة في الكليات والجامعات.
فالتعليم عن بعد - وهو موضوعنا ومحل نقاشنا - هو تطبيق تقني ذو رؤية مستقبلية نافذة ومثمرة، في مملكة الخير والعطاء والنمو والإزدهار «المملكة العربية السعودية» وهو ليس وليد اليوم، وإن أعتبره البعض جديداً نسبياً، وتُعد على سبيل المثال «وسائل التواصل الإجتماعي» عبر الإنترنت والتي أخدت أهتماماً من هذا الجيل، بجميع فئاته العمرية، منهجاً مبتكراً للتعلم عن بعد، ونقل المعرفة وبناء القدرات الذهنية كما لهذا التواصل المعرفي، دور كبير في التعاون بين المجتمعات من مختلف الأجناس والثقافات وعلى مستوى العالم كافة.
فالتعليم عن بعد، هو نقلة نوعية متطورة، بعيداً عن حرم المؤسسات التعليمية بتعددها وأينما كان مقرها، وهو بوابة للتميز العلمي والمعرفي، يقوم على ركيزة أساسية عبر الإنترنت، بأستخدام جهاز الكمبيوتر الشخصي ويمتاز في توفير المسافة والوقت للمتعلم «ولا يشترط» أن يكون المُعلم متواجداً في نفس المكان، وهذا لا يعني الأستغناء حيث بعض الحالات من الطلاب والطالبات يحتاجون إلى مساعدة فعلية وتقوية في مواد الضعف لديهم، ويتوجب أستخدام النماذج والبرامج التعليمية التي تتناسب مع أعمار الطلبة / الطالبات وقدراتهم ونمط حياتهم.
يعتمد «التعليم عن بعد» على تطوير بيئة التعليم من المتخصصين في العلوم والتكنولوجيا والتقنية الحديثة، بصفة مستمرة ومتوافقة مع كل جديد، ومن ركائزه المهمة دور أعضاء هيئة التدريس من معلمين ومعلمات ومحاضرين ودورهم الرئيسي في تقديم الدعم الفردي للطلاب والطالبات أثناء المداخلات والنقاش عبر قنوات الإنترنت والمنصات التعليمية المتعددة والمتخصصة «منصة مدرستي وقناة عين» والمتابعة يومياً للحصص الدراسية بالجدول والفصول الإفتراضية، ومع الطالب نفسه.
ولكي ينجح التعليم عن بعد ينبغي،
البدء مبكراً مع تنظيم الوقت والمشاركة في الإطار الزمني المحدد وعمل الجدول اليومي الصحيح، الخالي من الفوضى والتشتت الذهني حتى تتوفر بيئة التعليم الإلكتروني عبر الإنترنت، من دون ارباك أو توتر.
ومن الفوائد الناتجة، تمكن المتعلم «الطالب / الطالبة» من أساسيات التعامل مع الكمبيوتر والإنترنت، وتمكنه من مهارات القراءة والكتابة ومهارات التفكير والتحليل الإبداعي والعلمي والإعتماد على النفس وبقدرات وكفاءات عالية.
نأمل من أبنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات بجميع المراحل التعليمية، الأستفادة من هذه المرحلة الإستثانية، وجعلها بوابة للتميز والإبداع والتفوق العلمي المعهود في الجميع، كما نأمل من أولياء الأمور الحرص على متابعة فلذات أكبادهم اولاً بأول، وتحفيزهم على أكتساب المزيد من الخبرة والمعرفة والمعطيات في هذا الجانب التعليمي الجديد لهذا العام الدراسي 1442 والذي يختلف تماماً عن كل الأعوام الدراسية الماضية، بسبب جائحة كورونا وللحفاظ على سلامة الجميع وهي من الأولويات والواجبات، وبتوجيه الحرص الشديد من القيادة الحكيمة حفظهم الله، هذه الأزمة التي ما زالت جاثمة في بلاد العالم كافة، وسوف يحقق بإذن الله هذا النظام المميز «التعليم عن بعد» من الإيجابيات البناءة ولا يخفى على الجميع أنه من التعليم العصري الحديث وهو معمول به في العديد من الدول وهو ما سوف يكون عليه الأجيال، ولن يبقى مجهولاً أو غير معروفاً كما يعتقد البعض وسوف يكون بعون الله ثم بما تبذله الدولة من عناية ومن دعمها المستمر لقطاع التعليم، سيكون مرغوباً ومحبباً وسهلاً وفي تناول الجميع وعلى المدى القريب إن شاء الله.
كما نأمل من الجهات، التربوية والتعليمية والإدارية المختصة، أن تقوم بدورها المناط بها على أكمل وجه ووفقاً على ما تحرص عليه الدولة رعاها الله، من التصحيح والتطوير وتقييم الوضع وفقاً للمتغيرات والمستجدات، ومشاركة المواطنيين والإستماع لهم والأخد بعين الأعتبار لما يبدوه بمحمل الجد، من ملاحظات وأفكار والتي تتناسب مع هذا الوضع الإستثنائي، خلال الجائحة وتذليل الصعاب لجميع الطلاب، ولعلنا نبين بعض المطالبات من اولياء الأمور وبشكل مختصر منها:
حذف مواد التربية الفنية.
حذف مواد التربية البدنية.
حذف مواد التربية الاسرية.
تقليل عدد حصص المواد.
تقليل المناهج.
لا يطالب الطالب بالحضور.
يقوم الطالب بمتابعة الدروس على قنوات عين طوال اليوم ويدخل للمنصه فقط من أجل حل الواجبات وأوراق العمل والاختبارات.
يكون عمل المعلم في المنصه وضع الواجبات والرد على إستفسارات الطلاب من خلال الغرف الموجوده داخل المنصه لكل معلم.
المعلم الذي يرغب بطرح درس إفتراضي لطلابه يكون الطرح لمره واحده لجميع الطلاب ولا يلزم أن يقوم بإعادة الشرح لكل حصه ولكل شعبه.
الحرص على الطالب وما يترتب عليه من أضرار صحية جراء استخدام «الأجهزة» النظرية، لفترات طويله، ومن أهمها حماية العين خاصة لصغار السن ومن لديهم في الأساس مشاكل صحية مزمنه، ومالفائده من جلوس الطالب أمام شاشات الأجهزه 8 حصص وهو يستطيع متابعة الدروس من خلال «عين» طوال اليوم.
مراعاة امكانيات الأهالي فكم من عائلة لديها أكثر من طالب ولا يوجد إلا جهاز كمبيوتر واحد في المنزل، والأغلب لا يوجد لديهم جهاز لابتوب والنت ضعيف جداً في أغلب الأوقات والمطالبة بالعمل على تغطية هذا القصور.
هل إهتمام الوزاره فقط بالحضور أم بالتّعلم؟؟
من الصواب أن نصحح أخطائنا ولكن من الخطاْ الاستمرار فيها.
كما ينبغي تعزيز دور المعلم وهو مهم للغاية، ورفع معنوياته وتحفيزه على الإبداع والتطوير من خلال حصوله على الدورات والبرامج التعليمية والتدريبية المناسبة والمتخصصة مع إتاحة الفرصة له في التزود من التجارب والخبرات وفي إيصال المعلومة بكل سهولة ويسر، وممن سبقونا من الدول الشقيقة والصديقة، في هذا المجال «التعليم عن بعد» الذي سوف يكون، عاجلاً أم آجلا واقعاً وملموساً، بديلاً لما يطلق عليه حالياً «التعليم التقليدي» والذي سيكون من ذاكرة الماضي.
واخيراً وللتذكير: أنه وحسب ما صرح به معالي وزير التعليم وهو ما تناقلته وسائل الإعلام، أن قرار التعليم عن بعد موضحاً، انه جاء بعد دراسة وتنسيق مع جميع الجهات المعنية من وزارة الصحة وغيرها ولسلامة الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات من وباء كورونا ولتقيم الوضع بعد الفترة التجريبية السبعة أسابيع من الدراسة عن بعد، والنظر في اي مستجدات من خلال ما يرفع من تقارير ومعطيات من لجان متخصصة «يتم عمل تقييم كامل لتحديد وضع الدراسة لبقية أسابيع الفصل الدراسي الأول».
نسأل الله السلامة والتوفيق للجميع وأن يحفظ هذه البلاد الغالية من كل مكروه.