من أيام الحج
ها نحن على أبواب شعيرة إسلامية عظيمة، ها نحن على أبواب حج بيت الله الحرام الذي تاقت أرواحنا وقلوبنا إلى الزيارة والصلاة فيه لما لذلك من فضل عظيم عند الله تبارك وتعالى، وقد قال جل من قال «وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّه» «1».
وقال الحبيب المصطفى «عليه الصلاة والسلام» في خطبة الغدير «معاشر الناس حجوا البيت بكمال الدين والنفقة، ولا تنصرفوا عن المشاهد إلا بتوبة وإقلاع» «2».
وورد عن رسول الله أنه قال «من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه».
وعن الإمام الصادق : قال «من اتخذ محملاً للحج كان كمن ربط فرساً في سبيل الله عز وجل» «3».
يتبين من الأحاديث والروايات الشريفة السابقة ما للحج من فضل وشرف عظيم وقد قلنا في مشاركات سابقة، أني بحمد الله تشرفت بحج بيت الله الحرام عام 1419 هـ ، وأيضاً عام 1420 هـ ، وكدت أن أحج للمرة الثالثة على التوالي أي عام 1421 هـ ، إلا أن مناسبة اجتماعية أسرية قد حالت دون ذلك ومنعتني من الحج في تلك السنة، وقد اعتمرت ولله الحمد والمنة في العام الذي يليه «1422 هـ ».
في حج عام 1419 هـ ، وكما ذكرت في مشاركات سابقة أني كنت مع مجموعة من الشباب «شباب الهداية، وهم فرقة للإنشاد وإحياء مناسبات أهل البيت وكانت حجة رائعة بكل ما للكلمة من معنى وذكرت شيئاً من الأحداث الجميلة في تلك الحجة.
أما حجة عام 1420 هـ ، فقد كانت بصحبة «أم العيال» وكانت مع مجموعة وحملة تختلف عن الأولى، من حيث الطاقم والكادر والخدمات والتحركات في المشاعر وفي أغلب الأمور فبحكم أن الحجة الأولى مع شباب كانت حرية التنقل أكثر وأسرع بعكس الثانية حيث الالتزام بالنساء.
وفي المرة الأولى كانت أكثر فسحة فقد كانت هناك مسابقات وإلقاء أناشيد ومتعة مع الأصدقاء مما زاد الجو والمكان متعة وزيادة في ترسيخ هذه الذكرى العطرة.
فمثل هذه الذكرى تبقى عالقة في الذهن ونرجع بالذكريات من جديد للحجة الثانية بحكم أنني تحدّث عن الحجة الأولى في مقالات سابقة كما أسلفت، فمن الذكريات في الحجة الثانية تعلّم الوضوء والقراءة لاسيما قراءة سورة الفاتحة وكيف يرافق ذلك بعض المواقف المضحكة والطريفة والبعض الآخر من المواقف المؤسفة عندما ترى البعض قد تقدم به العمر وهو لايجيد ولا يحسن القراءة والوضوء.
وما يتبع ذلك من أعمال في داخل الحرم الشريف من طواف وتقصير وما يتخلل ذلك من تعب ومشقة في السير والمسير بين المشاعر المختلفة وكيف ترى نفسك وشكلك بعد التقصير ولاسيما إذا كان ذلك أول مرة بالنسبة لك.
تظل مثل هذه الذكريات قريبة من القلب لما تحمله من روحانية وقرب من المولى الكريم سبحانه.
نسأل الله سبحانه أن يعيد علينا هذا الفرض العظيم أعواماً وأعواماً وأن يوفقنا والمؤمنين والمؤمنات لأدائه مراراً وتكراراً أنه سميع مجيب.