نعمة الدين والعقل
طبيعة الإنسان في هذه الحياة تحتاج لأن يسد احتياجته الجسدية والعقلية والشعورية، وهناك أحاسيس ومشاعر وغرائز وأمور تعمل على تقوية حالة الاستقرار والقوة الجسدية والنفسية، ومنها الأكل والمال والشهوة والنوم، وهذه تعد طبيعة فطرية في البشر، ولكن إذا تحولت لعادة سلبية وغير منضبطة ومنظمة؛ يؤدي ذلك لتدهور صحة الإنسان، حيث سيميل إلى هذه الأمور دون الاعتماد على الجوانب الأخرى، كالعبادة والانضباط في الصلاة والالتزامات الدينية والأسرية، بل سيأكل أي نوع من الأكل المحرم، وزيادة على ذلك يمارس الجنس من خلال التوجه للفطرة غير السليمة.
وهذا ما نراه في المجتمعات الغربية حيث ننتشر فيها الأمراض الخبيثة وحالات الانتحار والفقر، بسبب الانسياق نحو الهاوية وأكل لحم الخنزيز والإدمان على ممارسة العلاقة غير الشرعية مع النساء أو الرجال، فالحمدلله رب العالمين نشكر الله تعالى على نعمة العقل والدين الإسلامي الذي أعطانا إياها في هذه الحياة والمجتمعات المؤمنة التي يعيش فيها كل فرد من مختلف البيئات الاجتماعية.
وفي هذا المجال عندما تتكاثر المفاسد بمختلف أشكالها يؤدي ذلك لانتشار حالات الموت، وقلة الزواج، وضعف الإنجاب، وضعف الخصوبة لدى المرأة بسبب إصابة الرجل أو المرأة بأمراض محددة ناتجة عن اتصال جنسي غير سليم، من هنا نرى أن الإنسان غير المرتبط بالدين والعبادة يصبح عقله كعقلية الذئب الذي يفكر فقط في القضاء الفريسة دون وعي وإدراك، أو الغنمة والبقرة التي تأكل أعشابًا ليل نهار، ثم بعد ذلك تنام وتصحى حتى تأكل تلك النباتات، وهكذا بعض عقليات البشر كالحيوانات.
إن الأجيال الشابة ومجتمعاتنا المؤمنة والعربية الحديثة تتعرض لغزو فكري شديد من قبل الغرب الذين يسعون في هذه الفترة لتشويه صورة الدين الإسلامي، عن طريق رفع شعار المثلية والحرية الشخصية المطلقة التي تكون دون ضوابط شرعية.
وفي هذه النقطة يتطلب الأمر من الشخصيات والحملات الإعلامية تكون مكثفة تعمل على مواجهة أصحاب الحرية الشخصية المزيفة والفكر المنحرف الذي ينشر الرذائل ويبعد الشباب والشابات عن الالتزام بالشعائر والالتزامات الدينية والاجتماعية والأسرية، إلى أن يصل الأمر إلى جعلهم يستخدمون الإعلام في مجال نشر الفساد والانحراف الفكري، وما هو أخطر من ذلك عندما يكون بشكل علني.