الألعاب الإلكترونية وتنظيم الوقت

إن ممارسة هواية الألعاب الإلكترونية تعتبر أمر ممتع ومسلي نوعا ما بالأخص في وقت الفراغ، فالإنسان مطالب في أوقات محددة في الحياة بالتوجه نحو الترفيه عن النفس في فترات الراحة التي تكون بعد فترة العمل في مكان الوظيفة أو المدرسة، وعلى حسب كل شخص لديه جدول محدد في لحظة الأيام الأسبوعية أو إجازة نهاية الأسبوع.

وبعد الرجوع للمنزل يحتاج الإنسان لأن يرتاح قليلا ويجلس في الغرفة الخاصة به ثم مع الأسرة التي يعيش معها في البيت وبهذا يعمل على تنظيم الوقت والاستمتاع بممارسة الهواية التي يحبها دون إثارة الإزعاج والإدمان على هذه الألعاب الإلكترونية التي تجعل الشخص ينعزل بشكل سلبي وزائد عن التواصل مع الأهل والعالم الخارجي.

لاسيما أن فئة من الأبناء مدمنين بشكل مبالغ فيه على الألعاب الإلكترونية لدرجة يجلسون في الغرفة لفترات طويلة في فترة النهار والليل دون التوجه نحو وضع جدول جديد يسعى لتنظيم الوقت الخاص بهم في المنزل، وكل ذلك بسبب هؤلاء الأصدقاء المدمنين واليوتيوبرز الأجانب والعرب والمشاهير الذين يشجعون الأولاد على البقاء بكثرة أمام الشاشة.

يمكن القول: بطبيعة الحياة والعالم الخارجي الذي يوجد في مواقع التواصل الاجتماعي أو الإنترنت أو السوشيال ميديا هناك جزء من الأشخاص الذين يستثمرون الأجهزة الإلكترونية في أمور تعود بالقيمة والفائدة للمتابع والمستمع للشخصيات التي تنخرط في الأنشطة الاجتماعية والتطوعية والإعلامية، وفي جهة أخرى هناك جزء من الشخصيات والمشاهير يستغلون الأجهزة والمواقع الإلكترونية في جانب جعل الشباب والأبناء ينشغلون عن الواجبات والالتزامات الدينية والاجتماعية والأسرية.

وهذا النوع من الاستهتار يخلق فوضى ويؤدي لتضيبع الوقت الثمين دون التفكير في وضع جدول أو روتين يومي جديد ومختلف يسعى للتخلص من حالة الإدمان على الألعاب الإلكترونية، فمثلا لماذا لا يخصص الشباب والأبناء فترة محددة في اليوم وذلك بأن يتوجهون للذهاب لدورات دينية معينة أو ممارسة هواية أخرى كالقراءة سواءا في مجال الكتب أو المقالات أو المواضيع أو الآراء التي تطرح في الرأي العام والمجتمع والمنتديات؟

وبعد ذلك يتحاوروا ويتناقشوا بشكل مكثف في ناحية كيفية التخلص من الصفات والعادات السلبية أو كيفية حل المشاكل الاجتماعية والشخصية والأسرية، هذه الأمور لو قام بها كل شخص سيجلب لنفسه الفائدة والقيمة أفضل بكثير من البقاء أمام الشاشة التي يتواجد فيها هؤلاء المشاهير واليوتيوبرز الذين يقومون في كل فترة بممارسة حركات وتصرفات طائشة ومزعجة لدرجة يصلوا لتطبيق هذه التصرفات والكلمات في شاشة التيك توك أو اليوتيوب، وثم بعد ذلك يقوم الأبناء والشباب بتقليد ذلك المشهور وثم نشر ذلك المقطع في خانة الترند «trend» وبهذا ينشغل هذا الجيل بمشاهدة هذه المحتويات غير المفيدة.

- ومن الألعاب الإلكترونية التي يدمن عليها جيل الشباب والأبناء، والتي تكون متواجدة في جهاز «PS5 - PC - PS3 - PS4 - XBOX» هي:

1 - Frotnite - فورتنايت

2 - Elden Ring - الدن رينق

3 - Call of duty - - كول أوف ديوتي

4 - Destiny 2 - ديستني 2

5 - The last of us 1,2 - ذا لاست أوف أس الجزء الأول والثاني

إن المرشدين والموجهين والآباء والأمهات بل وحتى الشباب لهم دور في خلق شخصية الأبناء منذ الصغر عندما يكونون في المنزل، وكل ذلك يتطلب توجيه وجهد واهتمام من قبل العينات التي تسعى بأن يستثمر هذا الجيل الوقت في خدمة المجتمع والإنخراط في الإنشطة التطوعية، عوضا من البقاء على نفس الروتين الفوضوي والضائع.

- في هذا الجزء النصي سنذكر مجموعة من الأسباب التي تؤدي لجعل فئة من الشباب والأبناء يدمنون على الألعاب الإلكترونية وهي:

1 - مصاحبة الزملاء وجماعة الأصدقاء المدمنين على الألعاب الإلكترونية، كالذين يجتمعون في البلايستيشن «4 أو 5» ويقومون بإنشاء مجموعة ومحادثة الصوتية والتي يطلق عليها مسمى «Party»، أو يجتمعون عند لحظة اللعب في جهاز الكمبيوتر ثم يتم إنشاء مجموعة ومحادثة صوتية في تطبيق ديسكورد «Discord».

2 - كثرة مشاهدة مقاطع الفيديو المزعجة التي يتم نشرها من قبل المشاهير واليوتيوبرز الذين يمارسون حركات وتصرفات طائشة.

3 - ضعف الفهم والاستيعاب والقدرة في جانب تنظيم الوقت بطريقة مرتبة، فمثلا عدم القدرة على تخصيص وقت للألعاب الإلكترونية والبقاء والتواصل والخروج مع الأهل من المنزل.

4 - جعل هذه العادة السلبية من قبل الأهل «أمر عادي»، فمثلا لا يصبح لدى الأهل القدرة على المنع من إستخدام الأجهزة والألعاب الإلكترونية في لحظات محددة، أو لا يكون لدى الأهل القدرة على تحكم في تنظيم وتخصيص أوقات التواصل مع الأبناء، وبهذا يغفلون عن الأبناء والشباب في المنزل ويفقدوا الحديث معهم عن المشاكل وحالات الانعزال السلبي.

- في هذا الجزء النصي سنتحدث عن مجموعة من النقاط الفعالة التي لها هدف في وضع روتين جديد ومفيد، وتنظيم وقت الشباب والأبناء:

1 - وجود شخصية اجتماعية أو إعلامية تعمل على توجيه وتشجيع الشباب على استثمار وقت الفراغ بشكل إيجابي.

2 - استثمار الأجهزة الذكية والإلكترونية في خدمة المجتمع والإعلام بطريقة احترافية ومفيدة من قبل الشخصية التي تنشر محتوى معين، عوضا من استغلال برامج التواصل الاجتماعي أو الإنترنت في نشر محتويات غير مفيدة.

3 - تخصيص جدول يتوجه نحو ترتيب أوقات اللعب وممارسة الهوايات والخروج من المنزل مع الأهل، وكل ذلك يكون على حسب قدرة كل شخصية اجتماعية وإعلامية في تعديل تصرفات الأبناء والشباب بشكل إيجابي، أو وجود قدرة لدى المربيان تتضمن وضع جداول محددة للتخلص من العادات السلبية عند لحظة البقاء بالمنزل مع الأبناء.

4 - احترام ومساعدة ومواساة ومشاركة الوالدين في حل مشاكل الأولاد التي تتضمن الإدمان على الألعاب الإلكترونية، بالأخص عندما يكونان كبيران بالسن.

نأمل في هذه السنة المشرقة «2023» أن تتغير تصرفات الشباب والأبناء بشكل إيجابي، في مجال تنظيم الوقت ولحظة اللعب بالألعاب الإلكتروني، ومن هنا للمرشدين والشخصيات الاجتماعية والإعلامية دور في التوجيه والتشجيع على خدمة المجتمع بالأمر الذي يعود عليه بالإبداع والموهبة والفائدة.