قلبي طَغى فَطَفَت عَلَيَّ وَشَائِجُه
قلبي طَغى فَطَفَت عَلَيَّ وَشَائِجُه
واعتل بي ما لا دواء يعالجُه
أُغضى فأسترِقُ انشغالةَ دالِهٍ
وكأنما اقتحم السكونَ عجائجُه
أُقعِي أُطاوِلُ مِن حنادِسِه يَداً
والنفسُ ليلُ لا يُؤولُ دالجُه
وكأنني وكأن مابي من أسىً
ليلٌ لصبحٍ لا ترام بلائِجُة
كم خِلت أنِّي بالغٌ أربي فما
أن رانَ وِسعِي كذَّبَتهُ نتائجُه
ظَنُّ الفتى لما يُضاحِكُ خِلَّهُ
أَن قد طوت غدرَ الزَّمان دَمالِجُه
دَع قاطِنيك فَقد تصرَّم صُبحُهُم
والقلبَ زاحمَ ساكِنيهِ دواعِجُه
طار الغُراب وَخَفَّ ليلُ سُرورِهِ
والصُّبحُ أَثقلَ نَهيُهُ و حَجائِجُه
وَدَع ِالخطوبَ الهيِّناتِ فقد يُرَى
مالا يُسرِ الناظرينَ تمازُجُه
سارَت بِيَ الأيام سيرةَ مُعجلٍ
حدو البعيرِ تمايلَتهُ هوادِجُه
ولقد لهوت ُوقد سهوتُ بِغَفلَتي
والعقلُ طاشَ بُغاتُهُ وخوارِجُه
نسجٌ مِن الأوهامِ أُبرمَ فتلُهَا
فأطاحَ بيتَ العنكبوت نسائِجُه
وبُنى المَآثِرِ قد تَباعَد طُولُها
طارت بأربابِ البُكورِ مّعارِجُه
فَوقفتُ أرمي طَرفَ عينٍ لم تُصب
يوماً فألها الصِّبَى وَغَوانِجُه
وَأُسِحُّ دَمعاً قَد تَأخَّر فَيضُهُ
مُتَلاطِمُ الأمواج يُغرقُ هائِجُه
وكأنني بغدادُ بعد خرابها
وتناهبت ليلَ المغولِ هَمائِجُه
هل كاشَفَت سِترَ الرَّقيقِ عُيُونُهُ
أم خَامَرَت عَقلَ المُشيبِ لجائِجُه
طاشَتْ وَطُشتُ فَلَم أَعِي مِن أَيِّنا
ابتَدَرَ التَّلَوُّمَ واكتَوَتهُ خَوالِجُه
والقومُ كلٌ غارقٌ بِلُهاثِهِ
وَعَن المَكارِم أَشغَلَتهُ حَوائِجُه
وَثَنيةٌ والمالُ أُلِّهَ وَحدَهُ
دهرية اللاشيء إلا ناتجُه
عجل من الذهب الحرام خُوارُه
لا روحَ في أصلِ الوُجودِ تُخالِجُه
سوقٌ نُسَلَّعُ فيه حَتَّى نُشترى
ونباعُ حاقت بالنفوس نتائِجُه
قحطُ المروؤة عمَّ أرض يبابنا
داءٌ بروح العالمين تآججُه
فكأنما الدنيا فِراطَة بائعٍ
بِهوى مجيبٍ حركته صنائِجُه
حُرية الجشعِ اللئيمِ تمكنت
لِيرِاج في سوق العبيدِ روائِجُه
والغِيدُ كالبيداء عَدُّ رِمالِها
مِسْخٌ تَنَاسَخَ أَنفَهُ ومفالجُه
غابَ اليقين فَكلُّ فج رقمه
والعقل ضاعَ لِجامُهُ ومسارجُه
عبثَ البخيل بكل شيء حوله
وأقتات أجساد الخِدَاجِ خدائجُه
لمن القصائد حين تُنظَمُ يا أبي
لمن النَّخِيلُ ومَاؤها وتماوجُه
لِمَن القِرَى والقَومُ حَلَّ مَضِيفَهُم
لِمَن الجَمالُ دِيارُهُ وَمَنَاهِجُه
القبحُ فَاهَ كَأَنَّ وِسعَ شُدُوقَهُ
غَطَّى اتِّساعَ الخَافِقَين بَلائِجُه
فَاظلَمَّ ما فِي الكَون مِن ضَحِكاتِهِ
واغتَمَّ وافِرُ سَعدِهِ وَمَبَاهِجُه
وَطَرِي مِنَ الأيام قَلبٌ مُخلِصٌ
ولِسانُ صِدقٍ لا تُفَلُّ فَوالِجُه
الشِّعرُ يا أُمَّاه فيضُ دمٍ حَمَى
مِن عُمقِ أسرار النُّفوسِ تَخَارُجُه
عَلَقٌ مِنَ الإِحسَاسِ تُنفَثُ رُوحه
فَتُضيءُ في قَلبِ المُرِيدِ لَواعِجُه
فَإِذا بها عَين تَفيظُ مواجِداً
سَلْوى المُقَطِّب حِينَ يُشزَرُ حَادِجُه
أَعددتُ نَفسِي للطريقِ وإِنَّهُ
صَعبٌ تزاحَمَ وَعرُهُ ومزالِجُه
بعبائةٍ فيها الفصاحةُ أَعرَبَت
مُتَعَمِّراً نظماً تَحاذَقَ نَاسِجُه
لِأُرِي جَهالَتِيَ التي ما أَينَعَت
كَيفَ ادراعُ الصَبر يُقطَفُ ناضِجُه
وكأنني وَرَقٌ يُصارِعُ رِيحَهُ
أَو مُثكَلٌ نّسِكٍ تَرَنَّمَ هَازِجُه
دربي الطويل وكُلُّ جِسمِي مثقلٌ
والروحُ تَحمِلُ جِسمَهَا وَتُعالِجُه
سافَرتُ فِيهِ وَفِيهِ أَبلُغُ غَايَتِي
للهِ أُضمِرُ كُل مَا أَنا لَاهِجُه
فإذا قَضيتُ فقد أَقَمتُ مَناسِكِي
وَأَتَمَّ تزيينَ القصيدِ دَيابِجُه