تبني الإبداع وتحفيزه

مادة أخرى أتمنى لو تضاف لمناهجنا الدراسية، وتُدَرَّس بطريقة عملية وليست نظرية، هي مادة تدوير النفايات، وإعادة استخدام المواد المستخدمة. وقد ذكرنا أهمية إعادة التدوير الكبيرة في عالمنا الحالي، والذي بدأ يدق ناقوس الخطر، منذرًا بشح الموارد الطبيعية وقرب نفادها. فالتدوير وإعادة الاستخدام يساعدان في حماية البيئة، وتقليل استهلاك الموارد الطبيعية وإنتاج النفايات، وتوفير المال والطاقة، وتحسين جودة الهواء والماء، وتقليل التأثيرات السلبية لتلوث البيئة على صحة الإنسان، إضافة لترسيخ الوعي البيئي، وخلق جيل مفكر مبدع، يعرف كيف يحول الرمل إلى ذهب، والفحم إلى ماس. وبما أن الأطفال يتعلمون أسرع وهم في مرحلة نموهم، فإن تدريسهم هذه المفاهيم منذ الطفولة، يمكن أن يساعد في بناء وعي بيئي قوي وثابت.

ويمكن تحقيق ذلك من خلال تعليم الأطفال:

• كيفية فرز النفايات المنزلية والتخلص منها بشكل صحيح، وتحويلها إلى مصادر للطاقة المتجددة.

• كيفية إعادة استخدام الأكياس، والزجاجات البلاستيكية، والصناديق الورقية وغيرها.

• كيفية صنع المنتجات المنزلية الصديقة للبيئة، مثل الصابون ومطهرات الأسطح والمنظفات العضوية.

• كيفية تحليل المواد المستخدمة في المنتجات اليومية، وتحديد مدى قابليتها لإعادة التدوير والاستخدام المستدام.

• تحفيز الخيال لديهم وتشجيعهم على طرح أفكار جديدة لأفضل الطرق لإعادة استخدام الأشياء القديمة.

ويمكن أن ينتج عن تدريس إعادة استخدام المواد العديد من الفوائد، منها:

• زيادة الوعي البيئي للطلاب بأهمية حماية البيئة، مما سيقلل التأثير السلبي للنفايات علينا وعلى البيئة.

• تعزيز السلوكيات البيئية الإيجابية، والتحفيز على تبني العادات البيئية الصحيحة، وتجنب التصرفات البيئية السلبية، وإنتاج جيل يمارس ذلك كعادات إيجابية وروتين حياتي.

• تعزيز الوعي بأهمية استخدام الموارد بشكل مستدام، وتحفيز الطلاب على العمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المستقبل.

• تشجيع الطلاب على ابتكار حلول إبداعية للمشاكل البيئية المختلفة، والمشاركة في مشاريع الحفاظ على البيئة وتطويرها.

تأثير تدريس إعادة استخدام المواد وتدوير النفايات ليس مقتصرًا فقط على الوعي البيئي، بل يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تحفيز الطلاب على الإبداع والابتكار في مختلف المجالات. وذلك يعود للعوامل التالية:

• تشجيع الطلاب على البحث عن طرق إبداعية لإعادة استخدام المواد المتنوعة، وتحويلها إلى مواد قيمة.

• تشجيعهم على الابتكار في المجالات المختلفة، مثل تصميم المباني البيئية، وتطوير السيارات الكهربائية، وصناعة الملابس المستدامة وغيرها.

• تحفيزهم على البحث عن حلول إبداعية للمشاكل البيئية المختلفة، مما يمكن أن يؤدي إلى تطوير مهارات الابتكار والحلول الإبداعية لديهم.

• تحفيزهم على المشاركة في مشاريع الحفاظ على البيئة، مما يمكن أن يساعدهم على تطوير مهارات العمل الجماعي، والتواصل والقيادة.

أيضا، يساهم تدريس إعادة استخدام المواد وتدوير النفايات في تحفيز الطلاب على الاهتمام بالعلوم، والهندسة والتكنولوجيا، وذلك من خلال تحفيزهم على تطوير حلول تقنية للمشاكل البيئية، وتحويل النفايات إلى مواد قيمة باستخدام التكنولوجيا المختلفة.

إذن يمكن القول إن تدريس إعادة استخدام المواد وتدوير النفايات للطلاب يعد أمرًا مهمًّا لتحفيزهم على الإبداع والابتكار في مختلف المجالات أولًا، بالإضافة إلى تحسين الوعي البيئي لديهم، وتشجيعهم على اتخاذ سلوكيات بيئية إيجابية في حياتهم اليومية. والأهم من ذلك هو تحقيق بعض أهداف رؤية المملكة المستقبلية 2030.

كاتبة صحفية