الضمير الغائب
لا يمكننا أحياناً تصور كيف للإنسان أن يهنأ له عيش وتطيب له نفس وهو ظالم لأحد! أو منتهكاً لحقوق أحد! أو متسبباً في قطيعة رحم أو عقوق والدين! أو مشاركاً في إيذاء أحد!
كيف تطيب نفسُ لإنسان سلب حقاً، ولو كان فلساً واحدًا!
كيف يستطيع أن يفرح ويمضي متجاهلاً صوت الضمير والفطرة!
كيف له أن يستلذ طعاما او شراباً وقد هتك ستر هذا وخاض بعرض ذاك أو خدش شعور آخر بكلمة جارحة، غيبةً كانت أو نميمة او حتى بهتانا!
التسويف في رد الحقوف والعناد والتكبر والغرور ما هي إلا مرآة تعكس ما في النفس من كره وحسد يؤدي لطغيان النفس البشرية تجاه بعضهم البعض دون رادع من ضمير حي يصرخ بوجه هذا المد العالي من اللا إنسانية!
أوليس ذلك الفرعون المتكبر إلا أحد تلك الأمثلة البائدة التي طغت وتجبرت على الخلق، فكانت نهايتها الذل والخسران المبين! ألم يكن مثالاً شاخصاً يمثل المستكبرين من البشر الظالمين لغيرهم من المستضعفين!
لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وخصّهُ عن باقي مخلوقاته جل وعلا بضمير يميز فيه الحق من الباطل، وجعله فطرة مودعة في نفس كل إنسان، ليكون ميزاناً حاكماً له في أقواله وأفعاله! يستطيع به أن يميز بين الأشياء بالاحساس والشعور الداخلي وصوته الصادح الحي في قلبه، الذي ما فتأ ينبهه ويؤنبه بين الفينة والأخرى وقد وصف المولى عز وجل هؤلاء الفئة من اصحاب الضمائر الحية بقوله تبارك وتعالى: ”لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد“، حينها فقط يسمو هذا الإنسان بميزان العدالة في روحه التي خلقت بين جنبيه.
وبالنهاية فإن الحياة حقوق وقصاص
«فاعتبروا يا أولي الألباب لعلكم ترحمون» صدق الله العظيم